مقتل 4 فلسطينيين بنيران دبابة إسرائيلية

TT

أطلقت صباح أمس قوات الاحتلال الاسرائيلي النار من دبابة حربية باتجاه سيارة أجرة فلسطينية كانت مارة قرب مستعمرة موراج القريبة من رفح في عملية اغتيال مدبرة بدون أي مبرر، فقتل أربعة فلسطينيين هم جمال عبد الرازق وخليل الشاعر وعوني اسماعيل ضهير وهنادي امام ضهير وجميعهم من رفح واعتقل خامس من الركاب، فيما توفي فلسطيني خامس هو ابراهيم المقنن (17 عاما) كان قد اصيب برصاصة في الرأس اثناء صدامات وقعت يوم الاثنين مع الجيش الاسرائيلي بالقرب من مجمع مستعمرات غوش قطيف.

وأفادت المعلومات الأولية أن اطلاق النار كان باتجاه سيارة من نوع مرسيدس بيضاء اللون وأخرى من نوع هوندا سمراء اللون وذكرت أن 4 من الركاب قتلوا على الفور و8 فلسطينيين آخرين أصيبوا بالرصاص بعضهم اصابته خطيرة وقد يكون بعضهم قتل. ومنعت قوات الاحتلال سيارات الاسعاف الفلسطينية من الوصول الى مكان الحادث.

واكد شهود عيان أن اطلاق النار حدث من مسافة 10 امتار فقط، ووصف مسؤولون فلسطينيون ما حدث بانه عملية تصفية ولم يكن بحوزة القتلى أي سلاح. وقالوا انهم شاهدوا 5 جثث وضعت في أكياس لكن مسؤولا امنيا فلسطينيا قال ان الاسرائيليين اخبروه ان القتلى 4 فقط. وزارت «الشرق الأوسط» مكان الحادث الذي ظهر جليا أنه حادث انتقامي مدبر وشوهدت آثار اطلاق النار من دبابة ودورية عسكرية، حيث بدت أشلاء القتلى واجزاء من مخ أحدهم التي تناثرت على سقفي السيارتين.

وعقد اللواء عبد الرزاق المجايدة مؤتمرا صحافيا عقب الحادث حمل فيها الحكومة الاسرائيلية ورئيس الوزراء إيهود باراك المسؤولية الكاملة عن الحادث، واصفا اياه بالعدوان والمجزرة وعملية اعدام جديدة يقوم بها الجيش الاسرائيلي من دون أي مبرر أو سبب ضد مدنيين فلسطينيين عزل عندما فتحت الدبابات الاسرائيلية المتمركزة عند مستعمرة موراج بالقرب من مدينة رفح نيران مدافعها الرشاشة بغزارة ومن مسافة قريبة لا تزيد عن خمسة امتار باتجاه السيارتين اللتين كان المدنيون يستقلونهما اثناء مرورهما على الشارع العام من أمام المستعمرة باتجاه مدينة رفح.

واعتبر المجايدة أن «هذه المجزرة تدلل على حاجة شعبنا الماسة لحماية دولية»، كما طالب الرئيس عرفات من مجلس الأمن الدولي.

وأشار في مؤتمره الصحافي الى مجموعة انتهاكات قام بها الجيش الاسرائيلي صباح أمس في مناطق قطاع غزة مثل قيام أربع مروحيات اسرائيلية بالتحليق فوق مدينة خانيونس، واطلاق الدبابات الاسرائيلية النار على موقع للامن الوطني الفلسطيني على الحدود المصرية ـ الفلسطينية، اضافة الى دخول عشر دبابات اسرائيلية الى معبر المنطار ما زالت حتى الآن تحاصر المكان.

وأضاف ان جنود الاحتلال دأبوا في الفترة الأخيرة على اطلاق النار والرصاص الحي عند مفرق المنطار وبيت حانون وخانيونس، وكانوا ينتقون الأطفال من الضحايا ليثبتوا اشاعتهم بأن الفلسطينيين يقومون بارسال الاطفال الى اماكن المواجهات، مؤكدا أن لدى الجيش الاسرائيلي اوامر صريحة وواضحة للقتل العمد بالرصاص الحي وان تكرار هذه الاومر من قبل المسؤولين يجعل الجنود في حالة دائمة من التوتر، نافيا ان يكون الجنود الاسرائيليون قد تعرضوا الى اطلاق النار من السيارتين، مشيرا الى ان اطلاق النار من مسافة لا تزيد عن خمسة امتار ووجود امرأة بين المصابين يدلل على ذلك.

واضاف المجايدة أن الجيش الاسرائيلي تعمد في الآونة الاخيرة تأخير نقل الجرحى حتى يفارقوا الحياة وتأخير نقل القتلى حتى يتمكنوا من اخفاء معالم وآثار الجريمة التي ارتكبوها. وفي معرض رده عن سؤال حول وجود خطة فلسطينية لحماية المدنيين العزل قال: ان هناك وسائل كثيرة للرد ونحن نختار الامثل منها. واضاف ان هذا دليل وسبب واضح لطلب الحماية الدولية.

ونظمت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) مسيرة ليلية حاشدة تضامنا مع حركة فتح وتجسيدا للوحدة الوطنية الفلسطينيية في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي.

وانطلق الآلاف من انصار «حماس» من ميدان فلسطين بالمدينة ورفعوا الاعلام الفلسطينية وشعارات الحركة والرايات الاسلامية، وردد المتظاهرون هتافات تطالب بالانتقام من الاحتلال وقادته وترسيخ الوحدة الوطنية، فيما اذاعت مكبرات الصوت المرافقة للمسيرة الاناشيد الاسلامية الداعية الى الجهاد.

وجاب المشاركون في المسيرة شارع عمر المختار بالمدينة وطالبوا كتائب القسام بالثأر من القتلة.

وردد المتظاهرون هتافات منها «يا شارون يا موفاز.. القسام عليكم فاز» و«يا باراك ويا حقير جاية لك عمليات تفجير». ورفع المشاركون باصابع السبابة الى السماء مجددين العهد والبيعة على الوفاء للاسلام والوطن ولفلسطين.

وقال احد قادة المظاهرة: ان مسيرتنا موجهة الى ابناء حركة فتح باننا صف واحد في مواجهة العدو وان الاعتداء على مؤسسات الشعب الفلسطيني لن يمر دون عقاب. وحيا ابناء فتح المقاومين للمحتل، مؤكدا ان الجميع متحد امام المؤامرات الاسرائيلية. وانتهت المسيرة امام مقر حركة فتح بغزة الذي تعرض للقصف مساء الاثنين واستقبل قادة وكوادر حركة فتح مسيرة «حماس» بالترحيب والتكبير في وحدة فلسطينية عظيمة.