مكتب التحقيقات الأميركي يجري اختبارات حمض نووي على بقايا منفذي تفجير المدمرة «كول»

TT

صرح مسؤولون في الادارة الاميركية امس بأن الهجوم على المدمرة كول في الشهر الماضي قد تكون للمجموعة الارهابية التي نفذته صلات بحادثتي تفجير السفارتين الاميركيتين في شرق افريقيا عام 1998.

ويجري مكتب التحقيقات الفيدرالية (اف. بي. آي) اختبارات على الاحماض النووية المستخلصة من بقايا الرجلين اللذين كانا على متن القارب الصغير الذي انفجر بقرب المدمرة كول في اكتوبر (تشرين الاول)، في محاولة لتحديد هويتهما. وافادت مصادر اخرى، ان السلطات اليمنية تجري فحوصات دم لاشخاص تعتقد انهم يرتبطون بعلاقة قرابة مع المتورطين في الحادث.

وحتى الآن، استطاع المحققون اليمنيون تحديد هوية احد المشتبه فيهم في تنفيذ الهجوم الانتحاري، كما احتجزوا عشرات من الاشخاص الذين ربما لاحظوا او قابلوا او ساعدوا هؤلاء.

واوضح احد المسؤولين الاميركيين الذي طلب عدم ذكر اسمه «ان هناك صلات لافتة بين بعض الافراد المتورطين في حادثة المدمرة كول والانفجارين في شرق افريقيا»، واضاف «ذكر اسم في عدن لشخص تورط في حادثة تفجير السفارة في نيروبي».

ورفض المسؤول تحديد طبيعة تلك الصلات، او الاشارة الى وجود دليل عليها. ولم تزعم السلطات الاميركية واليمنية ان الادلة التي تتوفر لديهما كافية الآن لاثبات ان المجموعة الارهابية التي كانت وراء تفجير «كول» كانت ايضا وراء الهجوم على السفارتين الاميركيتين في كينيا وتنزانيا.

غير ان الفرضية التي ينطلق منها المحققون الاميركيون تقوم على ان اسامة بن لادن لعب دورا مركزيا في كلا الهجومين، حسبما تقول المصادر. وكانت محكمة فيدرالية في نيويورك قد ادانت بن لادن بتهمة التآمر لتنفيذ الهجوم على السفارتين الاميركيتين. واوضح رئيس الوزراء اليمني عبد الكريم الارياني ان منفذي الهجوم على المدمرة «كول» كانوا من بين المقاتلين العرب في افغانستان ابان الثمانينات.

وذكرت صحيفة «يمن تايمز» الصادرة بالانجليزية في تقرير نشر فيها الثلاثاء الماضي، ان من بين عشرات الشهود الذين تحتجزهم السلطات اليمنية ستة متهمين مهمين ربما يحاكمون اواخر العام الحالي. وقد اعترف بعضهم بمشاركته في التفجير، كما تبحث السلطات عن اثنين غادرا ميناء عدن مباشرة بعد حصول الحادث.

واكد المسؤولون الاميركيون على امرين مما ورد في تقرير تلك الصحيفة، من احتجاز متهمين مهمين، وبحث السلطات عن شخصين اختفيا مباشرة بعد التفجير. غير ان هؤلاء المسؤولين لم يستطعوا تأكيد استخلاص اي اعترافات من المتهمين، او ان محاكمتهم وشيكة.

واشار مسؤول اميركي الى «ان اليمنيين يحتجزون عددا كبيرا من الاشخاص، اما عدد المتهمين المهمين فمحدود جدا...». واضاف ان هذه المرحلة من التحقيق قد تستغرق اشهرا عديدة، كما شدد على «اننا سنترك التحقيقات تأخذ مجراها في تطبيق القانون».

اما بوب بلتزر الرئيس السابق لشعبة مكافحة الارهاب في «اف. بي. آي»، والذي يتابع التحقيقات الجارية عن كثب فاشار الى اعتقاده بان الادلة التي اعلن عنها حتى الآن تشير الى شبكة بن لادن. وقال «لقد كان بن لادن وراء كل تلك الاتصالات، التي تشيع في كل الاجواء»، مضيفا توقعه عثور المحققين على «كثير من الاشخاص المتورطين في ذلك غير الشخصين اللذين فجرا نفسيهما، فهناك بنية تحتية كاملة».

واوضح المسؤولون الاميركيون ان الحماس يعتري «اف. بي. آي» للشروع في مراقبة التحقيق مع المتهمين المهمين بعيد توقيع الولايات المتحدة واليمن على تفاهم تعاون بينهما. وستسمح مسودة هذا التفاهم لاعضاء «اف. بي. آي» بمراقبة التحقيق من وراء زجاج حاجب او من خلال كاميرا تلفزيونية، اضافة الى تقديم اسئلة للمحققين اليمنيين لتوجيهها الى المتهمين. اما في الوقت الراهن، فان السلطات اليمنية تبلغ السلطات الاميركية المعنية بنتائج التحقيقات التي تجريها.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»