الأمير عبد الله: لا يمكن أن نفرط في القدس ونعرف من يساعد إسرائيل من أميركا وأوروبا

قال للأدباء والمفكرين: قبل 50 عاما كان العربي الذي يصافح اليهودي يقتل

TT

استقبل الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الرئيس الاعلى لمجلس ادارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة في رئاسة الحرس الوطني ظهر امس الادباء والمثقفين العرب المشاركين في ندوة «مستقبل الثقافة في العالم العربي» التي تنظمها مكتبة الملك عبد العزيز بالرياض بمناسبة الاحتفال بالرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000. وحضر الاستقبال نائب رئيس الحرس الوطني المساعد الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري، والفريق الركن متعب بن عبدالله بن عبد العزيز نائب رئيس الجهاز العسكري بالحرس الوطني وقائد كلية الملك خالد العسكرية، والمستشار في الديوان الملكي الشيخ ناصر الشثري، ووكيل الحرس الوطني عبد الرحمن أبو حميد، ووكيل الحرس الوطني للشؤون الثقافية والتعليمية والمشرف على مكتبة الملك عبد العزيز العامة فيصل بن عبد الرحمن المعمر وعدد من المسؤولين.

وفي بداية اللقاء تحدث الاديب عبده الفلالي نيابة عن زملائه رافعا اسمى عبارات الامتنان والتقدير والاكبار للأمير عبد الله بن عبد العزيز لما بذله ويبذله من جهود لخدمة العلماء وفائدة الثقافة والباحثين والشباب التواقين للاطلاع والبحث والنفاذ لمنابع المعرفة والمعلومات.

ونقل شكر وامتنان الادباء والمثقفين في المملكة المغربية على افتتاح فرع لمكتبة الملك عبد العزيز في المغرب واعتبرها جسرا للتواصل المستمر البناء بين الباحثين في البلدين وفي كل الاقطار العربية ومنها التعاون في تنظيم هذه الندوة، مشيدا بتوجيهات ولي العهد التي مكنت من اعطاء دفعة قوية ملموسة للبحث العلمي في البلدين وفي الاقطار العربية. وقال «هناك امتنان عميق في كل الاوساط لهذه الجهود وهذه العناية والرعاية من سموكم ودعاؤنا لكم بالاستمرار والتوفيق في كل ما تقومون به».

بعد ذلك ألقى الدكتور محمد عمارة كلمة مماثلة شكر فيها الأمير عبد الله على حسن الوفادة وكرم الضيافة والدعوة لحضور هذه الندوة، مشيرا الى اهمية الثقافة ودورها في واقعنا الذي نعيشه حيث أصبحت سلاحا من اسلحة المقاومة. ووصف موقف الأمير عبد الله في مؤتمر القمة العربي والاسلامي بأنه موقف متميز وواضح وحاسم. وأضاف «ان هذا الموقف الذي يدعم المقاومة والانتفاضة في فلسطين ومواقفكم على كل الصعد في كل المجالات الثقافية والسياسية مواقف تدعم الامة في مواجهاتها». بعد ذلك ارتجل الأمير عبد الله بن عبد العزيز للادباء والمثقفين العرب المشاركين في ندوة مستقبل الثقافة في العالم العربي الكلمة التالية:

أيها الاخوة الكرام:

أرحب بكم وأشكركم وأجدها فرصة مناسبة مع هذه الوجوه الخيرة للتذكير بأن العلم واجب علينا وواجب على كل الدول العربية أن تتجه للعلم لان لا انسان بدون علم، ونحن من قدم التاريخ أصحاب العلم. ولكن مع الاسف الذين أخذوه عنا مثل أوروبا وأميركا وغيرهما هم الآن كل شيء، ونحن ان شاء الله أذكى منهم وأفهم منهم، ولكن ينبغي لنا فقط التروي وينبغي لنا اذا عمل منا أي عمل أن يجعل أفكاره كلها فيه، ولكننا نعمل في عمل معين وأفكارنا كلها متجهة للسياسة وما أدراك ما السياسة، السياسة لم نر منها الا كل داء. وأضاف القول «غيرنا وأنتم أعلم مني اذا جاء الانسان وهو ميكانيكي أو في أي مهنة أخرى انتبه لمهنته ولا ينتبه لغيرها أبدا، ونحن شغلنا الذي نحن فيه نتركه وندخل في مشاكل السياسة، وهذا صعب علينا... ولكن ان شاء الله مع الزمن ومع الرجال الذين فيهم خير من أمثالكم توجه هذه العقلية وجهتها الصحيحة لمهنتها، كل في مجاله، العالم عالم والميكانيكي ميكانيكي والمزارع مزارع ولا نشغل أفكارنا بما قال فلان وفلان». ومضى يقول «أما القدس فأمره يحيرنا، والقدس في نظرنا هو أول شيء مهما كان حتى لو قدمنا أطفالنا فداء له فما علينا حسوفة ولا يمكن أن نفرط في القدس أبدا أبدا، لان كرامة القدس من كرامة المسلم، المسلم أولا والعربي ثانيا، ومن ثم الاديان الاخرى ماعدا اليهود الغاصبين الذين يقومون بهذا القتل وهذه الحرب بهذه القوة ضد هؤلاء الاطفال الذين يقاومون بالحجارة فأولئك بالدبابات والطائرات والاطفال بالحجارة كيف يحدث هذا فعليهم أن يخجلوا، أن يخجلوا من العالم كله، لكن هؤلاء ليس لديهم نية تنازل ولا غيره ولا خجل ولا حياء ولا انسانية ولا أخلاق ولا مبادئ. قصدهم اهانة الامة الاسلامية والامة العربية من مسلمين ومسيحيين، ولكن ان شاء الله ان شاء الله انهم مدحورون مهما كان مهما كان، ونحن نعرف من الذي يساعدهم ومن الذي يعطيهم من أميركا الى أوروبا وغيرها، كلها تساعدهم، لكن هذه المساعدات لن تدوم، أبدا أبدا والى متى تدوم عشر سنوات عشرين سنة خمسين سنة مائة سنة لن تدوم فالعرب ولله الحمد يحدونهم من كل جانب، كما أن العرب ولله الحمد يزدادون قوة.

وعاد الأمير عبد الله للقول «نحن نقول لمن يأتي الينا من مسؤولي بلدان العالم ومن أعضاء الكونجرس وغيره، نحن نقول لهم انه من قبل خمسين عام ما فيه عربي يتجرأ يصافح اليهود، ومن يقوم بذلك يُقتل. وكلكم تعرفون هذا كما أن العرب والشعوب روضت على الرغبة في السلام والتعايش وأكل الخبز والهدوء». وأضاف الأمير عبد الله قائلا «لقد حصل مؤتمر مدريد وغيره ووافقت الشعوب على هذا التعايش، لكن اذا صدمت في هذا الموقف الذي نراه الآن من اسرائيل، ففي اعتقادي أن شعوب الامة العربية لن تعود تصدق زعماءها أبدا، وقصدنا نحن الاول اجتثاث الحقد لان الحقد ما فيه خير لا للعربي ولا للمسلم مهما كان، ونحن مثلما قال الشاعر «لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلا من طبعه الغضب».

وقال «إن الحقد شين. كنا نود في الاول أن نعيش ونأخذ حقنا فقط ونتعايش نحن واياهم لكن مع الاسف هؤلاء أناس يقولون لا يودون السيطرة علينا، وبعدها يريدون اهانتنا وهذه يا اخواني صعبة.. الاهانة والله صعبة».

وأضاف «يقولون فيه أمل في الانفراج وأنا أشك في ذلك ولا بد أن معظمكم قد شاهد القصف أول أمس على اخواننا الفلسطينيين، لماذا يا اخوان يحدث هذا؟ أناس وأطفال بالحجارة والاسرائيليون بالدبابات والطائرات.. لماذا كل هذا.. ليس له تفسير الا الحقد.. ولكن ان شاء الله ان الله معنا ما دمنا متمسكين بالعقيدة الاسلامية والايمان وبحقنا فلن يضيع لنا شيء ان شاء الله. ولن نقول بعد عشر سنوات أو عشرين سنة اخر الامر ان شاء الله لنا، وهذا أمر يعرفه العقلاء من اليهود يعرفون بأن آخر المطاف للامة الاسلامية والعربية».