مبارك يشترط وقف العنف وتنفيذ اتفاق شرم الشيخ لعودة السفير المصري إلى إسرائيل

كوهين ينقل عن الرئيس المصري خطورة الموقف وإمكانية تحوله إلى نزاع إقليمي أكثر اتساعا

TT

خيم قرار مصر استدعاء سفيرها من تل ابيب على اجواء المباحثات التي اجراها الرئيس المصري حسني مبارك امس مع وزير الدفاع الاميركي وليم كوهين في المحطة قبل الاخيرة لجولته بالشرق الاوسط، مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وهي المباحثات التي كان مقررا ان تعقد أول من امس لكن ظروف الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين حالت دون ذلك.

وكان وزير الدفاع الاميركي قد التقى أول من امس مع وزير الدفاع المصري المشير محمد حسين طنطاوي، واستعرض الوزيران الوضع العام بالمنطقة وجهود مصر في احلال السلام اضافة الى التعاون العسكري المصري ـ الاميركي وسبل تطويره.

واستهل الرئيس المصري لقاءه بوزير الدفاع الاميركي بتقليده وسام الجمهورية من الطبقة الاولى وهو من أعلى الأوسمة المصرية تقديرا لجهود كوهين في تعزيز التعاون المصري ـ الاميركي. وقال كوهين عقب اللقاء ان الرئيس المصري اخبره ان عودة السفير المصري الى تل ابيب مرهونة بوقف العنف في الاراضي الفلسطينية.

ونقل كوهين عن مبارك تأكيده أن الموقف خطير جدا ويمكن ان يتحول الى نزاع اقليمي اكثر اتساعا، مشددا على عدم وجود بديل عن السلام. واشار كوهين الى ان مبارك لايزال يعمل على رعاية السلام داعيا الى عودة السفير المصري الى اسرائيل بأسرع وقت ممكن واصفا ذلك بأنه «مسألة ذات اهمية قصوى».

واضاف كوهين نقلا عن مبارك انه من الضروري التوقف عن اعمال العنف والبدء الفوري في تنفيذ اتفاق شرم الشيخ. «لقد وقع الجانبان اتفاقا يجب ان يدخل حيز التنفيذ».

وكان مبارك قد التقى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في جلسة مباحثات ثنائية استمرت نصف ساعة ثم انضم بعد ذلك الوفدان المرافقان وحضر الجلسة الموسعة من الجانب المصري وزير الخارجية عمرو موسى ومدير مكتب الرئيس د. اسامة الباز، ومن الجانب الفلسطيني نبيل شعث وزير التعاون الدولي ونبيل أبو ردينة مستشار عرفات وزهدي القدرة سفير فلسطين في القاهرة ومحمد رشيد المستشار الاقتصادي للرئيس الفلسطيني.

وقال موسى عقب الجلسة الموسعة التي استغرقت قرابة الساعة ان المباحثات تركزت على الاحداث الجارية في الاراضي الفلسطينية المحتلة لوضع حد للمأساة الجارية، مؤكدا ان التنسيق والاتصالات المصرية ـ الفلسطينية مستمرة ليس فقط حول ما يجري الآن وانما في ما يتعلق بعملية السلام وما تبقى لاعادة بنائها وتحت أي شروط وفي أية ظروف.

واعتبر موسى ان «استدعاء السفير المصري يتعلق بمسلك وسياسة اسرائيل التي وصفها بانها غير مقبولة ابدا ولا بد من التعبير عن رفض مصر والاحتجاج على هذه السياسات واعطاء الاشارة الى ان هناك حدودا وخطوات وردود افعال يمكن اتخاذها»، مؤكدا انه «لا يصح ان تأخذ مصر والعرب السلام كقضية مسلم بها وان تظل هذه الاعتداءات مستمرة ونحن صامتون». وحول محاولة اسرائيل اقناع مصر بالعدول عن قرارها باستدعاء سفيرها في تل ابيب اكد موسى ان مصر لم تقتنع بالطلب الاسرائيلي فالمسألة ليست عدول «مصر عن قرارها انما عدول اسرائيل عن سياساتها لتعدل مصر عن قرارها. هذا منطق الامور».

وقال موسى: ان هناك رسالة اخرى مستمرة هي ان مصر تؤيد وتدعم وسوف تستمر في العمل على اقامة سلام عادل ومتوازن وهي سياسة «مصرية لا ولن تتغير لانها تتعلق بالنظرة المصرية الاستراتيجية لمنطقة الشرق الاوسط التي يجب ان تنتقل من وجهة نظرنا من مرحلة مواجهة الى مرحلة سلام.

واكد موسى ان اسرائيل تخطأ خطأ استراتيجيا باتباع سياسة قائمة على التخويف والارهاب وتتوقع في المقابل قبول العرب بأي تسوية يمكن ان تعرض. وقال ان هذا تصور خاطئ ولن يحدث مثل هذا الامر.

واضاف موسى ان رسالة سحب السفير ومن قبلها رفض الفلسطينيين القبول بسلام منقوص في كامب ديفيد الثانية تؤكد انه لا يمكن القبول الا بالسلام العادل والكامل، مشيرا الى ان المطروح على الساحة دائما هو سلام منقوص يؤدي الى الاحباط ومن ثم الانتفاضة.

واستغرب موسى الرد الاسرائيلي العنيف والمهول على الانتفاضة الفلسطينية، مؤكدا فشل الرسالة الاسرائيلية القائمة على التخويف والارهاب بدليل ان اطفال فلسطين لا يزالون يقاومون القوات الاسرائيلية بالحجارة.

واكد موسى ان التصور الاسرائيلي خاطئ ويجب ان يفهموا ان استمرار الوضع سوف يضر بهم وبالكل.

وقال موسى: نحن نريد السلام وسوف نستمر في عملية السلام وان هذا ليس بتذكرة من اسرائيل كما اعلن وزير الخارجية الاسرائيلي شلومو بن عامي، وان مصر لم تخرج من عملية السلام لان هذا تصور مضحك. واكد ان مصر اذا خرجت من عملية السلام فلن يكون هناك عملية سلام.