لقاء بري وصفير يمهِّد لسحب السجال حول الوجود السوري من الشارع

TT

علمت «الشرق الأوسط» ان لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير المقرر بعد ظهر غد الجمعة سيخرج بمواقف حاسمة، ابرزها سحب السجال الدائر حول الوجود السوري من الشارع وحصره داخل المؤسسات الشرعية. وكان المطران غي نجيم، النائب البطريركي العام لمنطقة الصفرا (شمال بيروت)، قد زار بري مساء اول من امس حاملاً اليه دعوة البطريرك صفير لتناول الغداء الى مائدته. وقد اعلن عن نبأ الزيارة في نشرات الاخبار المسائية عبر الاذاعة والتلفزيون. وحرص المكتب الاعلامي للرئيس بري على وصف الزيارة بـ «الرسمية» نظراً لأهمية المواضيع التي ستبحث خلالها والتي ستتناول كل القضايا السياسية المطروحة على الساحة اللبنانية وعلاقة البطريرك بأهل الحكم وما تشهده من مراحل مد وجزر، فضلاً عن بحث الاسباب التي حملته على اطلاق مواقفه «النارية» حيال الوجود السوري التي وصلت الى حد المطالبة بـ«خروج مشرف للجيش السوري واقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين».

واوضحت مصادر مطلعة على جدول المباحثات التي سيتناولها رئيس البرلمان مع البطريرك الماروني ان هذا الاجتماع ليس وليد الساعة بل جرى الاعداد له قبل ثلاثة اشهر عبر موفدين جالوا بين الطرفين وشكلوا محطة حوار غير مباشر تمكنت من ازالة الكثير من الشكوك لدى البطريرك ازاء الوجود السوري. كما بينت له خطأ المعلومات التي كانت ترده في ما يخص جوانب من هذا الوجود والتي كان آخرها ما اثير حول انتساب «عدد كبير» من الطلاب السوريين الى كليات تطبيقية في الجامعة اللبنانية، فيما اتضح ان عدد هؤلاء لا يزيد على الاثني عشر طالباً مقابل مئات الطلاب اللبنانيين الذين دخلوا كليات سورية مماثلة من دون النظر الى مجموع معدلاتهم كما يجري عند انتساب الطلاب السوريين الى مثل هذه الكليات.

وقال مصدر قريب من رئيس مجلس النواب ان الأخير كاد يوقف الحوار الذي بدأه مع البطريرك صفير، ولو بالواسطة، احتجاجاً على النداء الاول الذي صدر عن مجلس البطاركة الموارنة وتضمن انتقادات عنيفة ضد الوجود السوري، الا ان سعاة الخير وفقوا سريعاً في اعادة وصل ما انقطع. ولفت المصدر الى اللغة الجديدة التي ظهرت على لسان البطريرك الايام الثلاثة الماضية، خصوصاً حين جاءه وفد من الطلاب يطلقون صيحات عدائية ضد سورية حيث نهاهم عن ذلك، مشدداً على الصداقة التي تجمع البلدين. كما رد على الهتافات القائلة «بالدم بالروح نفديك يا بطريرك» قائلاً: «لا اريد ان اسمع منكم كلمة دم فهذا الاسلوب ليس اسلوبنا».

وفي هذا الاطار نوَّه المصدر القريب من رئيس البرلمان بموقف رئيس جامعة الكسليك الاب الدكتور يوسف مونس الذي منع الطلاب من الاعتصام داخل حرم الجامعة بعدما ابلغه عزم فريق من هؤلاء على رفع شعارات تهاجم سورية وكان الاب مونس قد زار دمشق الصيف الماضي حيث التقى الرئيس «السوري الدكتور بشار الاسد وأصدر بياناً نوه فيه بالحكمة والرؤية الواضحة والصريحة التي لمسها من الرئيس السوري خلال اجتماعه به».