العاهل المغربي يدعو «الإيسيسكو» الى تعبئة الطاقات لدعم صمود القدس

تكرم خمسة من رجال العلم والفكر والثقافة الإسلامية

TT

دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس في افتتاح اعمال الدورة السابعة للمؤتمر العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) امس في الرباط، بصفته رئيساً للجنة القدس الشريف، الى مضاعفة الجهود الرامية لتعبئة الامكانات والطاقات العلمية والثقافية الاسلامية كافة لدعم صمود سكان القدس، و«تقديم العون الضروري للفلسطينيين من اجل الحفاظ على حرمة المسجد الأقصى، وكل مقدساتنا الدينية في هذه المدينة الأسيرة، وتراثنا الديني والحضاري والثقافي والعمراني بها».

ونوه العاهل المغربي في رسالة وجهها للمؤتمر العام لـ«الإيسيسكو» الذي يعقد تحت رعايته، والتي قرأها محمد المعتصم مستشار العاهل المغربي، بقرار المجلس التنفيذي الداعي لتسمية هذه الدورة بـ«دورة انتفاضة القدس».

وأكد العاهل المغربي ان التخطيط العلمي للنهضة الشاملة في البلدان الاسلامية، هو الشرط الموضوعي لاستكمال ادوات البناء الحضاري المتكامل الأسباب والمترابط الأركان، وقال انه مسؤولية مشتركة ينبغي ان تتضافر جهودنا للنهوض بها، وان نرصد للاضطلاع بها، كل امكاناتنا وجميع قدراتنا. واضاف انه لا تكتمل تنمية ولا تتحقق نهضة، الا في اطار العمل الجماعي القائم على التخطيط المحكم والتنسيق المتقن والتعاون الشامل.

وقال العاهل المغربي «ان المرحلة الراهنة الدقيقة التي يمر بها العالم الاسلامي والمجتمع الدولي برمته، تقتضي منا جميعاً، ان نحشد لها كل امكاناتنا، وان نُحسن تدبير مواردنا البشرية والطبيعية، وان نجعل البناء التربوي والعلمي والثقافي، في مقدمة اهتماماتنا».

وأبرز العاهل المغربي الأهمية البالغة لخطة العمل الثلاثية الجديدة لـ«الإيسيسكو»، ووصفها بأنها مشروع طموح يعكس ارادة الفعل الحضاري المؤثر الذي يبني القواعد الراسخة لنهضة البلدان الاسلامية.

ومن جهته أكد الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة ان رسالة العاهل المغرب الى المؤتمر العام، على مستوى رفيع من التعبير الوافي والبليغ عن اهتمامات الملك محمد السادس بقضايا العمل الاسلامي المشترك التي تدخل في صميم انشغالات المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة، ووصف الرسالة الملكية بأنها وثيقة متميزة من وثائق العمل الاسلامي المشترك، ودعا الى الاقتداء بمضامينها والاهتداء بمعانيها.

وقال التويجري ان المؤتمر العام ينعقد في مرحلة دقيقة تتراكم فيها سحب داكنة تحجب الرؤية الى آفاق مستقبل البشرية، ويقف فيها العالم الاسلامي يبحث عن ذاته ويتحسس مصالحه ويتشبث بحقوقه، بينما تتكالب عليه قوى الظلم والعسف والعدوان. واضاف ان العدوان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وضد المقدسات الاسلامية في القدس خاصة وفي فلسطين عامة، بلغ حداً ينذر بخطر عظيم مُقبل، يهدد الأمة الاسلامية.

وأكد ان «الإيسيسكو» تعمل جاهدة من اجل استئناف دورة حضارية جديدة للأمة الاسلامية، وتسعى لاستشراف آفاق المستقبل على ضوء ما وضعته من تخطيط علمي لمسارها نحو الاتجاهات التي تؤدي الى تحقيق الأهداف.

وقال الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي السعودي الذي يرأس الدورة السادسة للمؤتمر العام في الجلسة الافتتاحية، ان الدورة الحالية للمؤتمر العام تُعد بجميع المقاييس، نقطة تحول نوعي في مسيرة المنظمة الاسلامية لأنها ستناقش خطتين من خطط عمل المنظمة بالغتي الأهمية ستبدأ بهما «الإيسيسكو» مرحلة جديدة ويدخل بها العالم الاسلامي الألفية الثالثة.

وأشار الى ان خطة العمل الثلاثية الجديدة للمنظمة تطرح مشاريع وبرامج وأنشطة تتجاوب مع المتغيرات التربوية والعلمية والتحديات الثقافية التي يشهدها العالم الاسلامي كله، وتقدم تصورات عملية مدروسة وقابلة للتنفيذ من شأنها ان تعطي دفعة قوية للعمل التربوي والعلمي الثقافي في البلدان الاسلامية. وقال ان خطة العمل الثلاثية للأعوام (2001 ـ 2003) فيها من التجديد والتحديث ما يرتقي بها الى البرامج الحضارية التي تؤسس للنهضة التربوية والعلمية والثقافية الشاملة في العالم الاسلامي.

وتحدث محمد عبد الله فارس رئيس المجلس التنفيذي بالنيابة قائلا: ان المرحلة الفاصلة بين الدورتين السادسة والسابعة للمؤتمر العام، سجلت تطورا مطردا عرفته «الإيسيسكو»، انتقلت به من طور الى آخر اكثر رقياً وتقدماً وأوفر نجاحاً وتحقيقاً للانجازات. واكد ان «الايسيسكو» حققت انجازات كبيرة على الرغم من قلة الموارد، وان الادارة العامة تمكنت من التغلب على العجز المالي بالتوسع في التعاون على تنفيذ البرامج والأنشطة مناصفة مع العديد من المنظمات الاسلامية والدولية والاقليمية.

وبمناسبة انعقاد المؤتمر العام، منح (وسام الإيسيسكو)، الى خمسة من رجال العلم والتربية والفكر والثقافة الاسلامية من المناطق الجغرافية الثلاث للعالم الاسلامي، وهم: الشيخ الراحل حمد الجاسر من السعودية، والدكتور ناصر الدين الأسد الرئيس السابق للمجمع الملكي لبحوث الحضارة الاسلامية في الأردن، والدكتورة صالحة سنقر وزيرة التعليم العالي السابقة في سورية، والشيخ ابراهيم جوب الأمين العام لرابطة علماء المغرب والسنغال في دكار، والشيخ الراحل ابو الحسن علي الحسني الندوي من الهند.