كشف النقاب في اسرائيل امس عن تجمع جديد بين المستوطنين اليهود المستعمرين في الأراضي الفلسطينية يبدي اصحابه الاستعداد لاخلاء المستعمرات والعودة للسكن داخل حدود الخط الاخضر في اسرائيل.
وقد اتصل احد افراد هذه الحركة بالاذاعة العبرية الاسرائيلية، امس، وقال ان الطلب الوحيد له ولأفراد المجموعة، هو ان يعطى لكل عائلة بيت وقطعة ارض بنفس مساحة ومواصفات بيوتهم القائمة حاليا في المستعمرات، وان تتم حمايتهم من خطر اعتداءات زملائهم المستوطنين.
ورفض المستوطن المذكور الكشف عن اسمه على الملأ. وقال انه وزملاءه يخشون على ارواحهم من اعتداءات المتطرفين. لكنه اكد ان مجموعة كبيرة من المستوطنين تؤيد مواقفهم. وانه في حالة توفير الحماية لهم، سوف يظهر للرأي العام انهم كثيرون، اكثر مما يتوقع احد.
وقد رفض مكتب رئيس الحكومة التعقيب على هذا النبأ، بينما هاجم قادة المستوطنين ذلك المستوطن وقالوا انهم يشكون في مجرد وجوده. «ولكن، ان كان موجودا، فهو فرد واحد او مجموعة افراد عديمي الايمان والقوة، لا يزيد عددهم عن اصابع اليد الواحدة، ولا يمثلون بأي حال جمهور المستوطنين المتشبثين بحقهم الالهي في السكن في ارض اسرائيل».
وعقب ران كوهن، احد قادة حركة «ميرتس» اليسارية الصهيونية التي تطالب بازالة المستعمرات النائية في الاراضي الفلسطينية فورا (وعددها 11 مستعمرة)، بقوله، ان هذه الظاهرة معروفة له، «ففي اطار حل سلمي، سيغادر معظم المستوطنين، باستثناء اولئك الموجودين في مناطق محددة لدوافع عقائدية». ورفض كوهن ان يعطي هؤلاء اية امتيازات خاصة «فقد اختاروا السكن في تلك المناطق بوعي وادراك كاملين لاخطار هذه السكنى امنيا واقتصاديا، ولم يجبرهم احد. لهذا، عليهم ان يعودوا الى المدن والبلدات الاسرائيلية بتعويضات عادية».
يذكر ان هناك اكثر من 200 الف مستوطن يهودي، يعيشون في مستعمرات يهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية المحتلة، اضافة الى حوالي 100 الف مستوطن في القدس الشرقية المحتلة. وفي المستوطنات النائية المذكورة يعيش عدد قليل من المستوطنين (50 ـ 100 عائلة على الاكثر).
وقد بدأ عدد من المستوطنين اليهود التفكير في الرحيل، عندما بدأ الحديث عن امكانية اتفاق سلام اسرائيلي ـ سوري، تزال في اطاره كل المستوطنات اليهودية في هضبة الجولان. ولكن، هذه اول مرة يجري الحديث فيها عن الرحيل المنظم عن المستعمرات القائمة في الاراضي الفلسطينية المحتلة.