حصل احد قادة الجبهة الاسلامية للانقاذ الجزائرية بالخارج انور هدام على حق اللجوء السياسي في الولايات المتحدة الاميركية، بعد اعتقال دام اربع سنوات في سجن فيرجينيا. منذ ديسمبر (كانون الاول) 1996 استنادا الى العمل باجراء الادلة السرية.
وابلغ مصدر مقرب من عائلة رئيس البعثة البرلمانية الاسلامية للانقاذ انور هدام «الشرق الأوسط» ان سلطات الهجرة الاميركية منحت هدام حق اللجوء السياسي. وقال انه حسب القانون الاميركي، سيتم اطلاق سراحه خلال ايام قلائل.
وكانت ادارة الهجرة الاميركية قد تراجعت منذ بضعة اشهر بعد اعلانها بيومين عن منح هدام حق اللجوء السياسي بدعوى حدوث خطأ تقني من طرف مصالحها.
وقال المجلس التنسيقي للجبهة الاسلامية للانقاذ ان «انور هدام يقضي عامه الرابع في سجن فيرجينيا، ظلما وعدوانا محروما من حقوقه الاساسية كافة، حقه في الحرية وفي الدفاع عن نفسه، بل حتى من حقه في معرفة التهم التي هو بموجبها رهن الاعتقال».
يذكر ان انور هدام دخل اول مرة الولايات المتحدة في الثمانينات طالبا في احدى جامعاتها، ثم عاد اليها ثانية، على رأس البعثة البرلمانية للجبهة الاسلامية للانقاذ بعد توقيف المسار الانتخابي في الجزائر عام 1992.
وبقي هدام يزاول نشاطه خلال بداية التسعينات ومنها تلك الانشطة التي جرت خارج التراب الاميركي وكان ابرزها مشاركته بالتوقيع على «وثيقة العقد الوطني» في روما عام 1995.
وكان من نشاطات هدام البارزة ايضا زيارته الى جنوب افريقيا ولقائه بالرئيس السابق نيلسون مانديلا الذي ابدى استعداده التوسط لدى الحكم الجزائري، الامر الذي اغضب السلطات الجزائرية.
وحين عودته الى الولايات المتحدة قامت السلطات الاميركية باعتقاله بعد العملية الانتحارية والسيارة المفخخة التي استهدفت مقر امن ولاية الجزائر العاصمة بشارع عميروش عشية رمضان عام 1996 وخلفت عشرات القتلى، ونسبت خلالها تصريحات لهدام تبنى فيها العملية.
وبقي هدام معتقلا في سجن فيرجينا منذ ديسمبر 1996 في ظروف قال انها قاسية جدا مع سجناء الحق العام والجريمة المنظمة، بعيدا عن اي طابع سياسي.