اجتماع اليوم في القاهرة للجان حزب «الوفد» لحسم الخلاف الذي يهدد زعامته للمعارضة

TT

دعا رئيس حزب الوفد المصري المعارض، نعمان جمعة، رؤساء لجان الحزب العامة بالمحافظات المختلفة الى اجتماع موسع يعقد اليوم في القاهرة يعد الاول من نوعه منذ انتهاء الانتخابات البرلمانية. وسيحسم اللقاء الخلاف الذي نشب داخل تشكيلة الحزب على خلفية الهزيمة التي مني بها في الانتخابات البرلمانية الاخيرة، وكذلك قراره الاخير بتعيين محمود السقا رئيسا للجنة الوفد بالعاصمة خلفا لرئيسها السابق ياسين سراج الدين.

وعلى الرغم من ان جدول الاجتماع يتضمن مناقشات حول تقييم انتخابات مجلس الشعب وانتخابات التجديد لمجلس الشورى، الا أنه من المتوقع ان تخرج المناقشات عن ذلك الى محاولة النظر في السياسة المتبعة من قبل المسؤول الاول في الحزب تجاه التعامل مع قياداته القديمة، وكذلك الاحزاب السياسية الاخرى.

وقال مراقبون ان استبعاد نعمان جمعة لغريمه الاول ياسين سراج الدين شقيق رئيس الحزب، الراحل فؤاد سراج الدين، من رئاسة لجنة الوفد بالقاهرة كبرى لجان الوفد، قد فجر قنبلة جديدة تنذر بعواقب وخيمة.

واكدت مصادر في «الوفد» ان قرار جمعة المفاجئ الذي صدر دون تنسيق مسبق مع ياسين سراج الدين قد وضع الالغام في طريق اجتماع اليوم، خاصة ان ياسين سراج الدين قد سارع الى اعلان رفضه للقرار ونجح في تجميع القوى الوفدية التي تحتل التيار من الرعيل الاول للوفديين ضد التيار الوفدي الحديث الذي يقوده جمعة.

واشارت المصادر الى أن جمعة سوف يواجه محاكمة حزبية داخلية من التيار الوفدي القديم الذي يقوده غريمه تنطلق من اجتماع اليوم، اذ تتزعم الحركة المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق محايدة في داخل الحزب تضم عناصر قانونية للتحقيق في أسباب اخفاق الحزب في الانتخابات وفشل جمعة في تنفيذ تعهده السابق على خوض الحزب للانتخابات البرلمانية بالفوز بمائة مقعد على الاقل للوفديين المرشحين.

ووصف قادة التيار الوفدي القديم ما حدث بأنه كارثة غير مسبوقة اصابت الحزب في الساحة السياسية المصرية وان اخفاق الحزب كانت له مقدمات بدأت بالتناحر والتصارع حول رئاسة الحزب اضافة الى سوء اختيار المرشحين ووقوع بعض المجاملات التي ادت الى هذه النتيجة المخزية.

ويقول أصحاب هذا التيار ان تغييرات حتمية ومهمة يجب ان تتم في مراكز عليا داخل الحزب تفرضها مقتضيات الاحداث، وانه كان يتعين على من اخفق في تنفيذ تعهداته ان يقدم استقالته في اشارة واضحة الى منصب رئيس الحزب.

وتقول المصادر ان هذا التيار قد يسارع في اجتماع اليوم الى المطالبة باجراء انتخابات جديدة سواء على منصب رئيس الحزب أو اعضاء الهيئة العليا في اطار السعي الى تصميم مسيرة الحزب خلال المرحلة المقبلة.

ويؤكد التيار الوفدي القديم ان الخلافات التي حدثت حتى واقعة اختيار منير فخري عبد النور، النائب الحديث في البرلمان، متحدثا باسم الهيئة البرلمانية الوفدية في البرلمان الجديد وتجاهل نواب من ذوي الخبرة وفي مقدمتهم فؤاد بدراوي وهو ما كان متوقعا ومتفقا مع منطق الامور يعني ان هناك مخططا مسبقا على استبعاد التيار الوفدي الاصيل واقتلاع جذور العائلة المؤسسة للحزب قبل الثورة وبعده.

من ناحية أخرى قال ياسين سراج الدين تعليقا على استبعاده من رئاسة لجنة الحزب بالقاهرة انه كان رئيسا لهذه اللجنة منذ عام 1984 وحتى الآن، وان ما حدث «هو تصرف صغير» وانه سمع لاول مرة بالقرار وانه كان من الممكن ان يوافق عليه لو ابلغ به قبل اتخاذه.

واتهم ياسين رئيس الحزب الجديد بأنه ما زال يحمل له الضغينة ووعد بالرد عليه من خلال أعضاء الوفد الذين يعتزون به واكد ان القصة لم تنته بعد وربما تحدث مفاجأة داخل الحزب في المرحلة المقبلة.

الى ذلك قرر ياسين سراج الدين تقديم بلاغ عاجل ضد الدكتور نعمان جمعة بعد ان اتهمه بأنه (أي جمعة) أمر بكسر باب لجنة القاعدة الوفدية في مقر الحزب الجمعة الماضية وتم الاستيلاء على أوراق اللجنة واسماء الاعضاء والشيكات التي كانت بمقر اللجنة والختم الخاص بها ومبلغ 500 جنيه نقدا تمثل مرتبات الاداريين.

واشار ياسين الى انه فوجئ بعد صدور قرار تنحيته من منصبه رئيسا للجنة القاهرة بهذا الوضع وقال انها كانت مفاجئة له بكل المقاييس وانه طلب من اداري اللجنة موافاته بالاوراق والمستندات الا انه فوجئ بالاستيلاء عليها.