مصادر تشير إلى تغيير وزاري وشيك في الصومال وتساؤلات حول الإقامات الطويلة في الخارج للرئيس

TT

توقعت مصادر دبلوماسية عربية وغربية متطابقة في القاهرة ومقديشو إقدام الرئيس الصومالي عبدي قاسم صلاد حسن على اجراء تغيير جذري في تركيبة الحكومة المؤقتة التي يترأسها حالياً علي خليف جليد في محاولة لاحتواء ما تصفه المصادر «بخيبة الأمل الواسعة النطاق»، التي بدأت تسود الشارع الصومالي بعد فشل الحكومة في تحقيق المصالحة الصومالية الشاملة.

وبعد مرور أقل من ثلاثة أشهر على انتخاب الفعاليات الصومالية التي شاركت في مؤتمر عرتا بجيبوتي للرئيس الصومالي، إثر مفاوضات شاقة ومضنية، فإن الآمال المعقودة على قدرة الحكومة قد بدأت في التبخر على نحو غير متوقع.

وقال مصدر دبلوماسي عربي رفيع المستوى عاد لتوه من العاصمة الصومالية لـ«الشرق الأوسط»: إن قادة العشائر والقبائل الصومالية التي راهنت على حكومة رئيس الوزراء الصومالي وأيدت اختيار الرئيس الصومالي له بعد مرور عشر سنوات كاملة على حكومة الرئيس الراحل محمد سياد بري عام 1990، بدأنا نتساءل عما إذا كانت قد راهنت عملياً على الحصان الخاسر في سباق مقديشو لاعادة التنمية للصومال.

ويرصد الصوماليون بأسف وحسرة حقيقة ان رئيس الوزراء الصومالي ووزير خارجيته قد امضيا في الخارج ومنذ تعيينهما فترة زمنية اطول من تلك التي امضوها داخل ربوع الصومال للتعرف على مشكلاته الحقيقية.

وكان صلاد قد وصل الى ليبيا للالتقاء بالزعيم الليبي معمر القذافي الذي يقوم بالوساطة بين صلاد ومناوئيه منذ فترة طويلة. ولا يزال صلاد حاليا في ليبيا يعمل، على محاولته اقناع العقيد محمد نور (وهو ضابط سابق في الجيش الصومالي اشتهر بلقب صاحب القميص الأحمر) الانضمام إليه. ويرى دبلوماسيون عرب وغربيون في مقديشو أن تصاعد نبرة السخط الشعبي التي تجتاح الشارع الصومالي بسبب ضعف أداء الحكومة الصومالية الجديدة وعجزها عن مواءمة الآمال المعقودة عليها قد يدفعا الرئيس الصومالي بشكل اضطراري إلى تغيير هذه الحكومة أو اجراء تغييرات جوهرية على مناصبها الوزارية الرئيسية.

وتفيد تقارير دبلوماسية غربية في مقديشو أن قادة العشائر والقبائل مندهشون من سفر مسؤولي الحكومة الصومالية إلى الخارج من أجل الالتقاء بقادة الحرب المعارضين لعملية استعادة الأمن والاستقرار في الصومال.

واعتبرت هذه التقارير أن هذه السياسة تضعف من هيبة الحكومة وتقلل من مدى احترام معارضيها كما أنها تعبر عن عدم ادراك أعضائها أنهم تولوا مناصبهم بإرادة شعبية على الرغم من معارضة امراء الحرب.

ويقول دبلوماسيون عرب انه بات على رئيس الوزراء الصومالي وأعضاء حكومته أن يتفهموا أن التعاطي مع امراء الحرب وغيرهم على حساب طموحات الشعب الصومالي ذاته هي أكبر تهديد لامكانية عودة الاستقرار المفقود إلى الصومال.

ويبدو أن محمد ابراهيم عقال رئيس ما يسمى جمهورية صومالي لاند (أرض الصومال) التي أعلنت انفصالها عام 1991 من طرف واحد قد بدأ يلعب على وتيرة ضعف أداء الحكومة الصومالية الحالية.

وأكد عقال عقب لقائه أول من أمس في مدينة هرجيسا الصومالية مع وفد من الاتحاد الأوروبي عزمه مقاومة أي محاولة للدمج في الصومال الموحد.