الصحافة الجزائرية تنتقد تصريحات آيت أحمد حول ممارسة التعذيب خلال حرب التحرير

TT

انتقدت الصحف الجزائرية أمس بشدة حسين آيت أحمد، احد زعماء الثورة الجزائرية، الذي صرح بأن عناصر جبهة التحرير الوطني مارست التعذيب خلال حرب التحرير. ودعا آيت احمد الجمعة الماضي خلال مؤتمر حزبه (جبهة القوى الاشتراكية) في مدينة غرونوبل بجنوب فرنسا الى «مناقشات فى العمق بين الجزائريين والفرنسيين بشأن التعذيب وعمليات الاعدام من دون محاكمة والاختفاء»، مؤكدا ان ذلك سيكشف ايضا ان هناك عمليات تعذيب جرت من جانب جبهة التحرير الوطني».

ووصفت صحيفة «المجاهد» الحكومية تصريحات آيت احمد بـ«الانحراف».

وقالت الصحيفة: «ان الاجيال الحالية والمقبلة لن تغفر له هذا الخلط»، واضافت ان المناضل السابق «يتنكر لنفسه بنفسه».

وتابعت ان آيت احمد «اختار جانب من يريدون ان يوهموا الآخرين بان فرنسا لم تقم باكثر من واجبها في الجزائر، حيث يمكن للانسان ان ينساق الى القول انه يخوض المعركة نفسها».

من جهتها، قالت صحيفة «صوت الاحرار» ان آيت احمد «يساوم» الحزب الاشتراكي الفرنسي عندما يتحدث عن «تجاوزات جيش التحرير الوطني» وتساءلت «ماذا يريد؟» آيت احمد عندما يضع على قدم المساواة «جرائم التعذيب للجيش الفرنسي مع ما يسميه تجاوزات جيش التحرير الوطني».

وكان الجدل بشأن عمليات التعذيب في الجزائر قد بدأ في فرنسا بعد ان كشف جنرالان فرنسيان هما جاك ماسيو وبول اوساريس نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) ان الجيش الفرنسي لجأ الى التعذيب في الجزائر.

واخذت هذه الاعترافات منحى حاداً عندما قال احد هذين الجنرالين، (اوساريس)، انه «لجأ الى التعذيب» وانه غير نادم. وطالبت الكتلة الشيوعية في البرلمان الفرنسي بتشكيل لجنة تحقيق حول الامر، فيما طلب عدد من المثقفين بان تعتذر فرنسا، لكن السلطات الجزائرية لم تعلق رسميا حول الأمر حتى الآن.