تالاهاسي (فلوريدا): وكالات الأنباء عاد محامو المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الاميركية آل غور والجمهوري جورج بوش الابن الى محكمة فلوريدا أمس لحضور جلسة نادرة واستئناف المعركة القانونية حول الأصوات المتنازع عليها والمتوقع أن تغير مجرى الانتخابات في حال جرى عدها.
وتحركت دعوى غور لتحدي نتيجة الانتخابات في فلوريدا التي أعلن عنها الأسبوع الماضي وسط شهادة فنية حول طريقة عد الاصوات الانتخابية عن طريق الماكينات والاوراق الانتخابية في الوقت الذي اكتظت فيه القاعة في الطابق الثالث بمحكمة مقاطعة ليون في تالاهاسي بمحامي غور وبوش ومسؤولين من الولاية وآخرين محليين.
ومنذ بداية الجلسة ذكر ديفيد بويز محامي غور الرئيسي بحجج الديمقراطيين الذين يعتبرون ان «النتائج المصادق عليها (في الانتخابات الرئاسية في فلوريدا) لا تأخذ في الاعتبار اصوات تم الادلاء بها وفقا للقانون في حين انها تتضمن عددا من بطاقات الاقتراع غير القانونية». وفي المقابل قال باري ريتشارد محامي بوش إن اعادة فرز الاصوات في فلوريدا «لن تكون عقلانية لا بل مخالفة للقانون» الساري في هذه الولاية. ودعا محامو غور شاهدين للادلاء بافادتهما وهما مستشار انتخابي وخبير احصاءات. وادلى القاضي تشارلز بورتون رئيس اللجنة الانتخابية في بالم بيتش بافادته ايضا حول طرق الفرز المستخدمة في هذه المقاطعة. واستدعى الجمهوريون أيضاً خبيراً في المعادن والبلاستيك للدفاع عن الاجهزة المستخدمة في المقاطعات مثار الجدل. وخلال الجلسة تظاهر عدد من الاشخاص لا سيما من انصار المعسكر الجمهوري قرب مقر المحكمة.
وكانت وزيرة أمانة فلوريدا كاثرين هاريس قد أعلنت الأحد الماضي فوز بوش بفارق 537 صوتا في الولاية، ما أدى بغور إلى تحدي قرار كاثرين المعروفة بتعاطفها مع الجمهوريين ومع بوش.
ويحتاج كل من بوش وغور الى اصوات المجمع الانتخابي الـ 25 في فلوريدا للفوز باجمالي 270 صوتا مطلوبة للوصول الى البيت الابيض.
من جهة اخرى قال رئيس مجلس الشيوخ في فلوريدا الجمهوري جون ماكاي إنه لن يدعو اليوم (الاثنين) الى جلسة خاصة لهذا المجلس لمناقشة تعيين الناخبين الكبار في هذه الولاية اعتبارا من الاربعاء المقبل. واوردت هذا التأكيد محطة «سي.أن.أن» التلفزيونية نقلا عن ناطق باسم ماكاي. وحتى يتمكن برلمان فلوريدا من عقد جلسة خاصة على رئيس مجلس الشيوخ المحلي ان يوقع «اعلانا» يدعو الى عقد هذا الاجتماع.
ويهدد الكونجرس ذو الغالبية الجمهورية في فلوريدا منذ ايام عدة بالتدخل في المعركة الانتخابية. ويفترض بالولايات الاميركية في ظروف طبيعية ان تعين ناخبيها الكبار بحلول 12 ديسمبر (كانون الاول) كموعد اقصى. لكن في حال استمرت الاجراءات القضائية قد لا تتمكن سلطات فلوريدا من تعيين ناخبيها الكبار الـ.25 وقد يتدخل عندها الكونجرس في هذه الولاية ليعين بنفسه الناخبين الكبار هؤلاء. ويسعى محامو نائب الرئيس الأميركي عبر الدعوى التي رفعوها الأسبوع الماضي لإلغاء مهلة الـ 12 من الشهر الخاصة بتعيين اعضاء المجمع الانتخابي المقرر اجتماعهم في 18 من الشهر الجاري لإعلان الفائز بالرئاسة بشكل رسمي.
وفي الوقت الذي يحاول فيه محامو غور اقناع القضاء في فلوريدا باصدار حكم باعادة فرز الاصوات المتنازع عليها في مقاطعتي بالم بيتش وميامي ـ ديد، مضى بوش قدما في خططه الانتقالية في ولاية تكساس وقال إنه يعتقد أن فوزه صار مؤكداً.
واجتمع حاكم تكساس مع زعماء حزبه في الكونجرس لوضع خطط للجلسة التشريعية التي ينتظر أن تبدأ في يناير (كانون الثاني). واستقبل الحاكم زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ ترينت لوت ورئيس مجلس النواب دنيس هاسترت في ضيعته الممتدة على مساحة 1600 فدان قرب بلدة كروفورد الصغيرة وسمح للمصورين والصحافيين بتسجيل لحظات وصولهما. وقال بوش إنه يود ان يركز على خطته المتعلقة بخفض الضرائب 1.3 تريليون دولار «خاصة أن هناك بعض الاشارات المثيرة للقلق بخصوص اقتصادنا». وأضاف مشيرا الى صناعة السيارات واسعار الطاقة المرتفعة قائلاً «هناك بعض الاشارات على بطء محتمل».
واوضح استطلاع للرأي نشر أمس أن 55 في المائة من الاميركيين يرفضون طريقة تعامل غور مع النزاع حول الاصوات في فلوريدا بينما أوضح 53 في المائة انه يجب على نائب الرئيس أن يسلم بفوز منافسه بوش. وأوضح استطلاع ايضا ان 52 في المائة من الاميركيين يعتقدون انه من الضروري ازالة أي شكوك حول نزاهة وصحة التصويت في الولاية بدلا من السعي لايجاد حل سريع للقضية. لكن هذه النسبة تقل عن أخرى (61 في المائة) كانوا على نفس الرأي قبل أسبوعين وهي نسبة 72 في المائة قبل ذلك.