المعسكر الجمهوري يسعى لإظهار بوش كرجل دولة فوق المشاكل

TT

يذهب جورج بوش الابن الى عمله يوميا كحاكم لولاية تكساس في ساعة مبكرة من الصباح لدرجة انه يمكنك مشاهدة انفاسه وهو يتجه الى مبنى الولاية. ومنذ انتهاء الانتخابات الأميركية في 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي تجنب بوش الاضواء، لكنه كان خلف الابواب المغلقة يدير اعمال الولاية التي لا يزال حاكما لها في الوقت الذي يخطط لعملية دخوله البيت الابيض، ويشرف في الوقت ذاته على جيش من المحامين والاستراتيجيين المنتشرين في كل مكان، مظهرا بذلك قدرة على تقسيم جهوده في هذه الفترة الحرجة في الحياة السياسية الاميركية.

وخلال العطلة في مزرعته الواقعة على بعد 90 ميلا شمال اوستن عاصمة ولاية تكساس، يجري بوش استشارات مع المهندسين الذين يعملون في تجديد مبنى المزرعة، غير انه لا يمكنه الابتعاد عن السياسة، فقد استضاف في مزرعته أول من امس دنيس هاستترت رئيس مجلس النواب وترنت لوت زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ، وناقش معهما اجندة اجتماعات الدورة القادمة للكونجرس. وبعد ديك تشيني المرشح لنائب بوش، بحث الحاضرون ما وصفه بوش بـ«بداية المناقشات حول كيفية القيام بما هو صالح للبلاد». واشار بصفة خاصة الى اضافة العقاقير الطبية لبرنامج الرعاية الصحية واصلاح الضمان الاجتماعي وتطبيق برنامج موسع للتخفيضات الضريبية. لقد اظهر بوش بعد نتائج هذه الانتخابات غير الحاسمة بعد مزيج من التواضع والاندفاع، ومن الانفصال والتدخل في التفاصيل، لكن إدراك أسلوبه للحكم لن يتحدد إلا بعد أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة بالفعل. ويختلف اسلوبه تماما عن اسلوب منافسه الديمقراطي آل غور الذي يعتقد هو الآخر انه فاز بالانتخابات، ويشتهر بتدخله في التفاصل الدقيقة لحملته الانتخابية.

وبالرغم من أن بوش غارق الان في مرحلة التخطيط للعملية الانتقالية، فإنه قد ترك معظم التفاصيل لنائبه تشيني، الذي يبدو اقرب لرئيس الوزراء اكثر من نائب رئيس. لكنه (تشيني) لا يزال قوة الدفع وراء سياسة الحزب الجمهوري الرامية لافشال محاولات غور في فلوريدا. ويسعى بوش أيضاً لتقديم نفسه على انه الرئيس المنتظر الراغب في تولي مقاليد السلطة، كما يسعى معاونوه لإظهاره كرجل دولة فوق المشاكل، وهو الموقف الذي سيساعده في توحيد البلاد بطريقة أسرع في حال فوز حاكم تكساس بالبيت الأبيض.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»