بيريس يدرس بجدية منافسة باراك ونتنياهو على رئاسة الحكومة الإسرائيلية

الشرطة تفجر من جديد قضية المخالفات لقانون الانتخابات في حزب العمل

TT

في تطور جديد على الساحة الانتخابية الاسرائيلية، اعلن امس ان رئيس الحكومة الاسرائيلية الأسبق، شيمعون بيريس، رضخ للضغوط الشديدة المحلية والخارجية، ووافق على ان يدرس بجدية امكانية التنافس على رئاسة الحكومة في الانتخابات المقبلة.

وأصر المقربون من بيريس على القول ان هذه الدراسة لا تعني انه وافق على الفكرة «فهو لم يقل شيئاً في الموضوع، ولكنه يصغي باهتمام الى كل من يطرح عليه الفكرة، وهؤلاء كثيرون جدا. ولا يرد بموقف ملزم. ولكنه في الوقت نفسه لم يعد يرفض الفكرة كما فعل طيلة الاشهر الاخيرة».

وأثار هذا النبأ زلزالا داخل حزب العمل، فمن جهة رحب به معظم انصار السلام، الغاضبين على باراك وسياسته، ولكنه اثار الهلع في صفوف معسكر ايهود باراك، واربك العديدين منهم، الذين كانوا من انصار بيريس الكبار في الماضي وانضووا تحت لواء باراك باعتباره المكمل لطريق رابين بيريس، مثل الوزراء ابرهام شوحط وداليا ايتسيك وبنيامين بن اليعزر وغيرهم.

ومع ان باراك استخف بهذا النبأ، وأعلن امس، انه سيكون المرشح الوحيد عن حزب العمل لرئاسة الحكومة في الانتخابات المقبلة، فان اوساطا واسعة من هذا الحزب اعلنت انها ستؤيد ترشيح بيريس، بينهم نصف اعضاء الكنيست من العمل او اكثر. وسمع عدد آخر من وزراء باراك، مثل حايم رامون (الداخلية) ويوسي بيلين (القضاء والأديان) والنائب عوزي برعام، قرروا التوجه الى باراك وابلاغه صراحة انه في حالة استمرار الجمود في المسيرة السلمية فانهم سيتوجهون الى اقناع بيريس بخوض المعركة الانتخابية، حتى لو لم يكن مرشحاً باسم حزب العمل.

ويحاول المقربون من بيريس، الذين يئسوا تماما من باراك، ان يقيموا «حزب سلام» شكلياً، لانتخابات رئاسة الحكومة، تنضم اليه اوساط من جميع الاحزاب المؤيدة للسلام وبيريس، ولا يخوض الانتخابات البرلمانية، والهدف من ذلك التركيز على رئاسة الحكومة وتجاوز الخلافات الحزبية حول بيريس، ويقول مؤيدو الفكرة انهم بذلك يضمنون ان لا تضيع اصوات الناخبين العرب وأنصار السلام اليهود هباء في الانتخابات.

لكن هذا النبأ لم يسيطر على الاحداث الانتخابية الاسرائيلية، اذ ان القضية التي سيطرت على عناوين وسائل الاعلام، امس، كانت قرار الشرطة اعادة فتح ملف التحقيق في الجمعيات التي ناصرت باراك في الانتخابات الماضية. فقد استدعي سكرتير الحكومة، اسحق هرتسوغ، الى التحقيق، اول من امس، واستخدم حقه في الصمت وعدم الادلاء بأية معلومات، الامر الذي اعتبر هنا بمثابة تأكيد على تورطه.

واعلنت مصادر في الشرطة ان باراك بنفسه سيستدعى للتحقيق في هذا الملف، قريبا. فاذا ثارت شبهات جدية حول تورط باراك في هذه القضية فان احتمالات تقدم بيريس الى المعركة تصبح اكثر واقعية.

وكانت الشرطة قد فتحت خمسة ملفات تحقيق ضد خمسة احزاب مركزية في اسرائيل (العمل، الليكود، المفدال، يهودت هتوراة، شاس) تتهمها بخرق قانون الانتخابات وتجنيد اموال تبرعات لها بشكل مخالف للقانون.

بالاضافة الى ذلك تلقى باراك، امس، ضربة موجعة خلال حملته الانتخابية، التي ما زالت في بدايتها، اذ اعلن ايهود ياتوم، شقيق رئيس الدائرة السياسية ـ الامنية، في مكتب باراك، داني ياتوم، عن قراره التنافس على مكان في لائحة الليكود الانتخابية المقبلة.

وايهود ياتوم يعمل اليوم مديرا عاما لبلدية الخضيرة، وكان من قادة جهاز المخابرات العامة. ويعتبر انتقاله الى الليكود «خطوة أليمة بل ضربة قاسية لمعسكر باراك».