الأمن الألماني يعتقل عربيين بتهمة مهاجمة كنيس يهودي بالمولوتوف

TT

اعلن المدعي العام كاي نيم القاء القبض على شابين عربيين يفترض انهما هاجما الكنيس اليهودي في مدينة دسلدورف بقنابل المولوتوف مطلع اكتوبر (تشرين الاول) الماضي انتقاما من اسرائيل واليهود وانتصارا للقضية الفلسطينية.

واكد المدعي العام الاتحادي في مؤتمر صحافي عقده امس ان النيابة العامة اصدرت امر القاء القبض على فلسطيني (19 عاما) ومغربي (20 عاما) بعد ان توصل شهود عيان الى تحديد اوصافهما اثناء التحقيق. ويحمل الشاب المغربي الجنسية الالمانية لكنه ولد لابوين مغربيين من العمال المغتربين في المانيا، اما الفلسطيني فهو من طالبي اللجوء السياسي في المانيا ولم يكن يحمل اية جنسية حينما قدم الى المانيا.

واشار كاي نيم في مؤتمره الصحافي الى ان الشابين اعترفا بارتكابهما الحادث وحددا دوافعهما من وراء العملية على انها «اطلاق اشارة تحذير لاسرائيل وانتقاما من استشهاد الطفل محمد الدرة برصاص القناصة الاسرائيليين في اواخر سبتمبر (ايلول) الماضي. ويعتقد رجال التحقيق ان هذه الدوافع ليست الوحيدة التي حركت الشابين، اذ كشفت عملية اقتحام منزليهما في دسلدورف عن وجود منشورات ورموز نازية اضافة الى صورة لهتلر مرسومة باليد، ويشير، حسب رأي كان نيم، الى انتمائهما الى المنظمات الاسلامية المتطرفة، واكد نيم انه تم العثور في شقة الشاب الفلسطيني على شعار الصليب المعقوف شعار «النصر المقدس» النازي مكتوبا بخطأ املائي يكشف ضعف الشاب باللغة الالمانية.

وعن كيفية التوصل الى علاقة الشابين بعملية كنيس دسلدورف قال المدعي العام ان رجال الشرطة الالمان القوا القبض على الشابين بعد خمسة ايام من عملية دسلدورف اثناء مشاركتهما باعمال الشغب ضد الكنيس في مدينة ايسن.

وقد سجل رجال الشرطة اسمي وعنواني الشابين واطلقا سراحهما لكنهم اخضعاهما لاحقا الى مراقبة مشددة وسرية كشفت لاحقا عن ضلوعهما في مهاجمة الكنيس اليهودي في دسلدورف.

وكان مجهولون القوا زجاجات حارقة على مدخل الكنيس في 3 اكتوبر الماضي. ولم تتسبب النيران الضئيلة باصابة احد او بالحاق اضرار مادية كبيرة لان سيدة المانية مارة استطاعت ان تطفئ النار المندلعة بقدميها. ورغم الاضرار الطفيفة التي تمخضت عن المحاولة الا ان عواقبها السياسية كانت اكبر بكثير. والصقت التهمة كالمعتاد بالمنظمات النازية التي تشهد انتعاشا في نشاطها في الاونة الاخيرة. وسارع المستشار جيرهارد شرودر ورئيس الجمهورية يوهانيس راو ووزير داخليته اوتو شيلي الى زيارة الكنيس في اليوم التالي معبرين عن تضامنهم.

وايا كانت دوافع الشابين من وراء الاعتداء على الكنيس اليهودي في دسلدورف فانه الحق ضررا كبيرا بالاعلام العربي وحملة التضامن في المانيا مع العرب لان الحادث استغل لمحو صورة استشهاد محمد الدرة في اذهان الالمان لتحل محلها صورة الكنيس المهاجم ومشاهد المحارق الهتلرية ضد اليهود.