الحريري: حل نزاع الشرق الأوسط سياسي ولبنان مستمر في خيار السلام العادل والشامل

TT

قال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري «ان الحل للنزاع في منطقة الشرق الأوسط هو حل سياسي وليس عسكرياً»، وأكد «ان لبنان مؤمن بأن السلام العادل والشامل هو الحل الوحيد للنزاع في المنطقة وهو مستمر في هذا الخيار على رغم كل المصاعب والمعوقات التي تضعها اسرائيل أمام المسيرة السلمية في المنطقة».

وقال الحريري خلال افطار رمضاني أقامه لفعاليات منطقة البقاع مساء أمس: «ان ما يشغل بال المواطن اضافة الى الهم المعيشي هو الهم الاقليمي وما نسمعه من استمرار عن الأوضاع في الضفة الغربية وغزة من كلام عن زيادة في التوتر في المنطقة، فبالنسبة الى لبنان وبعد ان حرر الجزء الأكبر من أرضه يتطلع الى تحرير مزارع شبعا وعودة المواطنين اللبنانيين الذين اختطفتهم اسرائيل مخالفة بذلك كل المواثيق الدولية ولا تزال تحتفظ بهم حتى الآن.

وقال ان اسرائيل لا تزال معتدية علينا وتحتل جزءاً من أرضنا وتحتجز مواطنين لبنانيين وتخترق الأجواء اللبنانية. وأكد ان لبنان يؤمن بأن السلام العادل والشامل هو الحل الوحيد للصراع في المنطقة وقد اتخذ هذا الخيار كخيار استراتيجي وهو مستمر فيه حتى الآن على رغم كل المصاعب والمعوقات التي تضعها اسرائيل أمام المسيرة السلمية في المنطقة».

وأضاف الحريري: «الوضع في الجنوب مستقر ولكن هذا الاستقرار هش وسبب هشاشته هو استمرار احتلال اسرائيل لجزء من الأراضي اللبنانية واحتجازها لبنانيين في سجونها. وطبعاً عدم وجود سلام شامل في المنطقة يجعل الأمور هشة على الرغم من المحاولات التي يبذلها لبنان والمنظمات الدولية والأمم المتحدة من اجل الحفاظ على الاستقرار. وتتحمل اسرائيل مسؤولية أي تصعيد في المنطقة لأنها هي المعتدية والمحتلة وتخرق المواثيق الدولية والأجواء اللبنانية، من جهتنا نؤكد على قناعتنا في السلام وان الحل في المنطقة هو حل سياسي وليس عسكرياً وسنستمر في هذه القناعة ونحن على توافق تام مع الأخوة السوريين الذين ينهجون النهج نفسه مؤمنين بالعملية السلمية ضمن الثوابت الوطنية واسترداد الأرض كاملة بناء لقراري الأمم المتحدة 242 و338».

وتطرق الحريري الى الوضع الداخلي اللبناني، فقال: «أما بالنسبة للشأن الداخلي، الجميع لاحظ الخطوات التي اتخذتها الحكومة وهناك مجموعة أخرى من الخطوات سنتخذها في القريب العاجل. نحن نعلم ان الزراعة أمر جوهري في حياة اللبنانيين وخصوصاً في حياة أهالي البقاع وسياسة الحكومة في الشأن الزراعي تتلخص بأمور جوهرية عدة. الأول دعم وتشجيع التصنيع الزراعي في المنطقة، وهدف الزراعة في الأساس هو ايجاد فرص عمل للناس لتثبيتهم في مناطقهم وأراضيهم للافادة من امكانياتهم في استدرار خيرات هذه الأرض في البقاع ولن يتم هذا الأمر إلا اذا كانت هناك فرص عمل للناس، وفرص العمل تأتي من الانتاج الزراعي والصناعي والحكومة تشجع بالفعل وليس بالكلام التصنيع الزراعي وهذا التشجيع ينطلق من أمرين جوهريين الأول هو ان الحكومة مستعدة للمرة الأولى ان تساهم مباشرة في اقامة مصانع للتصنيع الزراعي في منطقة البقاع، خلال بضعة أيام ستحدد الحكومة المبالغ التي ستتحملها عن المصانع في خصوص الفوائد التي قد تصل الى ثلثي الفوائد التي يتحملها المصنع».

وعن موضوع الزراعة قال الحريري: «نحن في صدد وضع آلية مع وزارتي الزراعة والاقتصاد ومن اجل دعم التصدير الزراعي بمعنى آخر ستتحمل الحكومة مبلغاً معيناً عن كل طن من الانتاج الزراعي يصدر الى البلاد العربية او غير العربية حتى تتساوى الاكلاف بالأسواق الخارجية من لبنان وغيره من الدول العربية التي تدعم زراعاتها سواء في سورية او في تركيا ومصر وأي بلد آخر. هناك بعض الأمور في حاجة الى قرارات سنتخذها وأمور أخرى في حاجة الى قوانين سنجهزها ونحيلها الى مجلس النواب وانا متأكد ان المجلس متفاعل مع هذا الأمر وقد تكلمت مع رؤساء الكتل النيابية وكلهم موافق على ذلك، وهذه هي الخطوات التي سيبدأ سريانها خلال فترة وجيزة من الآن. أما المواضيع الأخرى مثل الهاتف والطرقات والمياه والكهرباء ستسير حسب الامكانيات والاعتمادات والقروض الميسرة من الخارج وفي الموازنة وستسير بشكل طبيعي، هناك مخطط من الممكن ان نعجل في تنفيذه.

وعن مشروع الأوتوستراد العربي الذي يربط لبنان بالمشرق العربي عبر سورية قال الحريري: بالنسبة للاوتوستراد العربي فان وصلة (محلة) صوفر تنفذ الان وخلال بضعة أشهر ينتهي العمل بها، أما الجزء الثاني الممتد من المديرج الى المصنع فهو مخطط ولكن كان هناك بطء في وضع المخططات ورصد الأموال اللازمة ونحن سنسرع التنفيذ قدر الامكان اما الوصلة من محلة الحازمية حتى صوفر فقد اتخذ قرار أيام حكومتنا الماضية وبقي متوقفاً ونحن الآن سنعمل على تنفيذه».