مصر: إخلاء سبيل جميع المتهمين في قضية «الكشح» والحكم 9 يناير

رئيس المحكمة يجري صلحا بين أكبر المسلمين المتهمين سنا ونظيره القبطي

TT

في تطور مفاجئ قررت امس محكمة جنايات سوهاج بصعيد مصر اخلاء سبيل جميع المتهمين في قضية احداث الكشح الثانية المتعلقة باحداث عنف ومصادمات طائفية مع حجز القضية للنطق بالحكم فيها الى جلسة 9 يناير (كانون الثاني) المقبل. والمتهم فيها 96 شخصا من بين المسلمين والاقباط بينهم 7 هاربون واستمعت المحكمة الى مرافعة النيابة على مدى جلستين متتاليتين والتي طالبت بتوقيع اقصى عقوبة على المتهمين وهي الاعدام والاشغال الشاقة المؤبدة والمؤقته على ما ارتكبوه من جرائم عدة كما استمعت المحكمة لهيئة الدفاع على مدار ثلاث جلسات التي طالبت ببراءة المتهمين، واكد الدفاع ببطلان الاجراءات وانتفاء جريمة التجمهر لعدم توافر اركانها لنقصان التحريات مع عدم كفاية الادلة في القتل والشروع فيه واشار الى شيوع الاتهام في القضية.

وفي جلسة الامس كان قرار المحكمة المفاجئ عندما اعلن رئيس المحكمة اخلاء سبيل جميع المتهمين في القضية من سرايا المحكمة واعلن في بيان امام الصحافيين والجمهور انه ليس هناك مبرر للحبس الاحتياطي والذي انتفت اغراضه بانتهاء التحقيق في القضية واوشكت المحكمة على الفصل فيها فضلا عن ان الحبس الاحتياطي ليس قرينة أو دليل اتهام ضد المتهمين بينما هو اجراء وقائي لحماية ادلة الدعوى من العبث أو التأثير عليها.

وأوضح رئيس المحكمة ان قرار اخلاء سبيل المتهمين لا ينبىء عن اتجاه معين للحكم في القضية حيث ان المحكمة سوف تكون عقيدتها وتشكل وجدانها من خلال فحص ودراسة جميع ادلة ومستندات القضية.

واضاف رئيس المحكمة في بيانه ان هناك عددا من اسرة واحدة بين المتهمين فضلا عن وجود كبار السن ومرضى بينهم في الوقت الذي تستقبل فيه مصر عيد الفطر المبارك وعيد الميلاد المجيد ومن ثم اتخذت المحكمة قرارها باخلاء سبيل جميع المتهمين.

وقام رئيس المحكمة باجراء محاولة للصلح بين المتهمين داخل المحكمة قبل اطلاق سراحهم عندما استدعى اكبر المتهمين المسيحيين سنا «فصاد حفني» واستدعى أكبر المتهمين من المسلمين «فوزي عبد الشهيد»، وطلب منهما مصافحة بعضهما بعضا في مواجهة الحاضرين بقاعة المحكمة حيث ضجت القاعة بالتصفيق.

وقال رئيس المحكمة في هذه اللحظة «ان مصر هكذا نسيج واحد ووطن واحد، وقال ان المحكمة قد خصصت 6، 7، 8 يناير المقبل لدراسة القضية وفحص ادلتها ومستنداتها تمهيدا للنطق بالحكم في اليوم التالي على ان تكتب اسباب الحكم يوم 11 يناير المقبل.

وتعود احداث القضية الى عام مضى على خلفية احداث عنف طائفية في قرية الكشح التابعة لمدينة سوهاج راح ضحيتها 21 قبطيا ومسلما واحدا.

وقد احالت نيابة امن الدولة العليا المتهمين الـ96 الى المحاكمة بتهم القتل والشروع فيه والحرق والخطف والائتلاف والسرقة وحيازة اسلحة وذخائر بدون ترخيص في الاحداث التي شهدتها القرية ايام الاول والثاني والثالث من يناير الماضي ونظرت المحكمة القضية على مدار 9 جلسات متعاقبة صباحية ومسائية في الايام الاخيرة لتعلن قرارها بحجزها للحكم في جلسة الامس.