تأجيل زيارة بن عامي لموسكو

معارضة بالخارجية الإسرائيلية للتقارب مع روسيا

TT

اعتراف الصحافة الاسرائيلية بان ما يكتب عن تطورات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة على صفحات الصحف وفي اجهزة الاعلام الروسية هو الاكثر موضوعية، بالمقارنة مع تحقيقات الصحف الاوروبية والاميركية، يبدو بمثابة الاعتراف الصريح بانحياز الاعلام الروسي الى جانب اسرائيل. وجاء هذا الاعتراف في الوقت الذي يتوالى الاعلان فيه في موسكو عن تأجيل زيارة شلومو بن عامي القائم بأعمال وزارة الخارجية الاسرائيلية للعاصمة الروسية اكثر من مرة. وبينما تبرر بعض الاوساط التأجيل المتكرر لزيارة بن عامي بانشغال المسؤول الاسرائيلي بتطورات الازمة الحكومية هناك يقول مراقبون آخرون ان هناك في وزارة الخارجية الاسرائيلية من يعارض التقارب مع موسكو ويرفض ان تكون الزيارة فرصة جديدة لبروز موقف روسي اكثر تأثيرا على تطورات الموقف الراهن في الشرق الاوسط، على اعتبار ان موسكو تبدو اليوم في موقف الانحياز للمواقع العربية. ونقلت المصادر الروسية عن صحيفة «اخبار الاسبوع» الصادرة بالروسية في اسرائيل «ان الاسباب الحقيقية للتأجيل لا تكمن في احترام الازمة الحكومية ولا في الاعتبارات الامنية بل في عدم ارتياح الدوائر الاميركية للتقارب الاسرائيلي الروسي، وسعي موسكو لتنشيط مشاركتها في عملية السلام في منطقة الشرق الاوسط. وبادر الاميركيون بالكشف عن ذلك الموقف بينما سارع الاسرائيليون بالاستجابة».

ولعل هذا التفسير يبدو الاقرب الى الصحة ويتسق مع ما يقال حول رفض ايهود باراك رئيس وزراء اسرائيل لمقترحات موسكو بشأن عقد مؤتمر دولي جديد يضم روسيا الى جانب اطراف قمة شرم الشيخ، اي اسرائيل وفلسطين والولايات المتحدة، والاتحاد الاوروبي ومصر والاردن والامم المتحدة، الى جانب رفض تل ابيب الكثير من الافكار الروسية التي تناولت ضرورة سرعة وقف العنف واستئناف المباحثات على المسارات الثلاثية في اطار العمل من اجل تنفيذ قرارات الامم المتحدة ولا سيما 242 و338.