القوات الإسرائيلية تغتال أحد أعضاء الجهاز العسكري لحماس في قطاع غزة

الفلسطينيون يواجهون الدبابات في خان يونس والاشتباكات متواصلة في الضفة الغربية

TT

تل أبيب: نظير مجلي اغتالت قوات الاحتلال الاسرائيلي صباح امس هاني ابو بكرة (31 عاماً) من سكان رفح، وهو احد اعضاء كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واصابت ثلاثة آخرين فيما اعتقلت اثنين اخرين كانا في سيارة الاجرة التي كانوا يستقلونها. وذكرت غادة عبد الكريم سليمان ابو داود (20 عاماً)، وهي الوحيدة التي لم تصب في الحادث انها خرجت من المنزل حوالي الساعة الثامنة إلا ربعاً متوجهة الى كلية التربية الحكومية بغزة التي تدرس فيها التربية الفنية وركبت في سيارة من نوع هيونداي لنقل الركاب التي كان فيها 6 ركاب غير السائق. وقالت «سرنا في الطريق الغربية بعد ان جلست بجوار رجل مسن، وعند اول شارع الحكر في دير البلح عند مفرق ابو هولي اوقفتنا قوة من قوات الاحتلال الاسرائيلي الذين يمررون سيارة سيارة حسب مزاج الجنود الاسرائيليين، وما ان وصلنا حوالي الساعة الثامنة و35 دقيقة قرب الحاجز الذي تتمركز فيه دبابة حربية وسيارات جيب عسكرية حتى قفز الجنود واحاطوا بنا من احدى الجهات وتحدثوا بأجهزة اتصال وتحاوروا مع السائق باللغة العبرية التي لا افهمها وطلبوا من السيارات التي امامنا جميعها المرور وبعد حديثهم مع السائق للحظات، ويبدو انهم طلبوا منه هوية شخصية، اطلقت الدبابة التي تبعد عن مقدمة السيارة حوالي متر ونصف المتر زخات من الرصاص من العيار الثقيل واستمر اطلاق النار حوالي 4 دقائق ولم اشعر بشيء وتجمدت في مكاني وحاول الركاب القفز من السيارة واصيب جميع الركاب واخترق الرصاص جلبابي ولم ادر بشيء».

واضافت غادة «شاهدت الركاب تنزف دماؤهم وقد انبطحوا على الارض وقيدت ايديهم والجنود يصرخون عليّ بالنزول ولكنني لم افهم لغتهم وعندما اشار لي احد الجنود فهمت ونزلت من السيارة واوقفوني جانباً طالبين معرفة ما في حقيبتي».

وذكرت ان جميع الجرحى اعتقلوا وان الاسرائيليين منعوا سيارة الاسعاف التي حضرت الى المكان بسرعة من نقل الجرحى واجبروا ركاب جميع السيارات التي جاءت تاليا على النزول والوقوف بعيداً.

وقالت ان السائق قتل لحظة اطلاق الرصاصة الاولى.

من جهة اخرى عرف من بين المعتقلين في السيارة كل من حسام الاسطل واشرف الفرا وهو ضابط في الشرطة الفلسطينية وتم الافراج عنهما بعد التحقيق معهما، حيث ذكر الفرا ان قوات الاحتلال قادتهم بعد اعتقالهم الى نقطة عسكرية في مستعمرة كيسوفيم وتم الاعتداء عليهم بالضرب والسب والشتم، ثم قادتهم الى غرفة مظلمة يوجد بها افراد من المخابرات الاسرائيلية (الشاباك) وتم التحقيق معهم ايضاً وقاموا بضربهم واهانتهم.

والمغدور ابو بكرة هو احد اعضاء كتائب القسام واعتقله جهاز الامن الوقائي في السلطة الفلسطينية عام 1996 بتهمة الانتماء الى جهاز سري وامضى في السجن سنتين ثم اطلق سراحه عام 1998، وهو متزوج وله ثلاثة ابناء.

وفي تطور آخر قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس بقصف مكثف لمواقع الامن الوطني الفلسطيني في شمال قطاع غزة. ففي الفجر قصفت امس زوارق حربية تابعة لسلاح البحرية الاسرائيلية المواقع الفلسطينية في منطقة السودانية في اقصى شمال قطاع غزة، واستهدف القصف احد مواقع التدريب التابع لقوات الامن الوطني الفلسطيني في المنطقة.

وفي منطقة خان يونس حاولت القوات الاسرائيلية الليلة قبل الماضية وفجر أمس اقتحام مخيم خان يونس بقصد احتلال المرتفعات التي فشلت في احتلالها أول من أمس، وكان لتصدي الفلسطينيين وعناصر الامن الوطني الفلسطيني دور كبير في صد المحاولات الاسرائيلية، واستخدم الجيش الاسرائيلي الدبابات في محاولة الاقتحام، الامر الذي اسفر عن إصابة 25 شخصا منهم 5 في حالة الخطر، وفقا لمصادر طبية فلسطينية. من ناحية ثانية واصلت السلطات الاسرائيلية مخططها في تضييق الخناق على مناطق السلطة الفلسطينية لتغيير معالم الاراضي الفلسطينية، فقد قامت جرافات الاحتلال الاسرائيلي بهدم ثلاثة بيوت فلسطينية تقع في محيط مستعمرة كفار دروم الواقعة الى الشرق من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، كما قامت الجرافات الاسرائيلية بتجريف عشرات الدونمات من الاراضي والدفيئات الزراعية في محيط المستعمرة اليهودية. وفي الخليل نظمت قوات الامن الاسرائيلية حملة اعتقالات في قرى المحافظة وفي مخيم العروب، لالقاء القبض على من تشتبه فيهم بالعضوية في الجناح العسكري لحركة «حماس» الذي تؤكد اسرائيل انه المسؤول عن عمليات اطلاق النار في المنطقة استهدفت جنودا ومستعمرين يهود. واصيب احد المستعمرين بجراح بعد اطلاق النار عليه من سيارة في منطقة بيت عوا جنوب الخليل، وقام المستوطنون بمهاجمة القرى الفلسطينية المجاورة واطلقوا النار على المنازل وحطموا السيارات الفلسطينية المارة في الشارع الذي وقع فيه الحادث.

وفي منطقة جنين اقتحمت، قوات كبيرة من جيش الاحتلال فجر امس بلدة يعبد التي تخضع لحظر التجول المشدد منذ ثلاثة أيام، وأجرت قوات الاحتلال التي كان بصحبتها عشرات الكلاب الشرسة، تفتيشاً مدققاً في منازل المواطنين في البلدة. وعبثت قوات الاحتلال بمحتويات المنازل ونشرت الرعب بين الأطفال والأمهات.

كما شددت سلطات الاحتلال حظر التجول الذي تفرضه على البلدة.

وفي الضفة الغربية قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بتضييق الخناق اكثر على المنطقة الشمالية (نابلس وجنين)، اذ اغلقت بقية الطرقات التي شقها الفلسطينيون بشكل مؤقت ليتاح خروجهم ودخولهم للاغراض الحيوية (مثل الوصول الى المستشفيات او ادخال واخراج مواد غذائية ومزروعات).

وفي مدينة يعبد دخل نظام حظر التجول يومه الثالث حيث يمنع المواطنون من الخروج الى الشوارع، باستثناء ثلاث ساعات في الظهيرة، وما زال التيار الكهربائي مقطوعا عن البلدة، لان قوات الاحتلال تمنع دخول الوقود الذي يزود مولد الكهرباء الوحيد فيها. ويتسبب هذا الاجراء بمعاناة فظيعة للمواطنين، خصوصا في ظل هذا الطقس الماطر.

وما زالت بلدة برقة، قضاء نابلس، تحت منع التجول منذ سبعة ايام.

المعروف ان المستعمرين في منطقة نابلس، يستغلون الحصار على الفلسطينيين لتنفيذ الاعتداءات عليهم، بقذف سياراتهم بالحجارة في الاحياء القريبة منهم وتدمير مزروعاتهم. وشوهد عدد من المستعمرين، امس، وهم يساعدون قوات الاحتلال على ابادة اشجار الزيتون واللوز وغيرها في جبل جرزيم، قرب معسكر للجيش.

وتم امس اعتقال مدير دائرة في وزارة الاوقاف الاسلامية الفلسطينية، هو الشيخ عنان سعد الطهطاوي، عندما عاد الى الوطن من زيارة في دولة الامارات العربية.

ويذكر ان نائب وزير الدفاع الاسرائيلي، افرايم سنيه، قرر السماح بخروج 10 الاف عامل فلسطيني الى العمل في اسرائيل اليوم 6 الاف منهم من الضفة الغربية والباقون من قطاع غزة.