بيريس يبدأ نشاطا علنيا لدراسة إمكانية التنافس على رئاسة الحكومة الإسرائيلية

خلافات بين الأحزاب العربية حول الترشيح للانتخابات

TT

لاول مرة منذ اعلن عن ضغوط مكثفة على رئيس الحكومة الاسبق، شيمعون بيريس، ليرشح نفسه للمنافسة في الانتخابات القادمة، بدأ بيريس ينشط علنا لفحص هذه الامكانية ومدى التأييد الذي قد يحصل عليه.

وكانت بداية هذا النشاط بالاجتماع الى عدد من الشخصيات السياسية في حزب العمل وكذلك رئيس حركة ميرتس، يوسي سريد، ومن المتوقع ان يلتقي عددا من قادة الاحزاب العربية ايضا.

والاتجاه هو ان لا ينزل بيريس للمنافسة كمرشح لحزب العمل، اذ ان هذا الحزب حسم الامر وانتخب ايهود باراك رئيس الحكومة الحالي، خلال خمس دقائق من اجتماع المجلس المركزي لحزب العمل.

وقد تغيب بيريس عن تلك الجلسة عمدا، والاقتراح هو ان يكون بيريس ممثلا لتجمع حزبي آخر يتألف من النواب العرب ونواب اليسار وانصاره من داخل حزب العمل وعدد اخر من النواب في الاحزاب الليبرالية. لكن هذه الاحزاب لم تعط رأيها بعد بشكل عام، على الرغم من ان العديد من نوابها ايدوا الفكرة.

يذكر ان باب الترشيح للمنافسة على منصب رئيس الحكومة الاسرائيلية، سيغلق مساء يوم الخميس المقبل، في حال اقتصار الانتخابات على رئاسة الحكومة. ولكن اذا قرر الكنيست حل نفسه في الاسبوع القادم (وهذا ما يريده الليكود وبعض احزاب اليمين)، فسوف تمدد الفترة شهرا اخر. واذا كان بيريس سيخوض المعركة، فانه سيكون المرشح الثالث (بعد ممثل اليمين، بنيامين نتنياهو او ارييل شارون) وايهود باراك، لكنه لن يكون الاخير. وهناك احتمال بأن يتقدم للمنافسة مرشح عربي.

الا ان هذا الاحتمال ايضا يواجه العراقيل. فالاحزاب العربية لم تتفق على مرشح يمثلها. وهناك خلاف جوهري بين تيارين، الاول تقوده الحركة الاسلامية، وتسعى فيه على ان يكون هناك مرشح عربي وان يكون المرشح احد نائبيها، عبد المالك دهامشة، «بوصفه رئيس اكبر كتلة عربية تضم 5 نواب» كما تقول الحركة، والثاني تقوده الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، «بوصفها اكبر حزب عربي في اسرائيل، اذ ان لها 3 نواب. بينما النواب الخمسة في القائمة العربية الموحدة يمثلون ثلاثة احزاب، كل منها اصغر من الجبهة»، كما يقول الجبهويون.

لكن الجبهة ترى ان مسألة ترشيح عربي بجب الا تحسم على اساس قومي، بل على اساس رؤية المصلحة الوطنية العليا «فاذا كان هناك مرشحان اثنان فقط هما باراك ونتنياهو وجاء باراك باتفاق سلام مع ياسر عرفات، هل من مصلحتنا ان نسقطه نحن بترشيح عربي؟! واذا نزل الى منافسة شيمعون بيرس، واستقطب معسكر السلام الكبير في اسرائيل، فهل من مصلحتنا ان ننزل مرشحا عربيا يضعفه؟! ».

ومن المقرر ان تعقد الاحزاب العربية جلسة اخرى لها الاثنين القادم للبت في الموضوع بشكل نهائي. ويذكر ان الكنيست شدد من شروط الترشيح لرئاسة الحكومة. اذ اصبح عليه ان يكون مرشحا باسم 10 اعضاء كنيست على الاقل، في حال اقتصار الانتخابات على رئاسة الحكومة، فاذا لم يتفق العرب على مرشح باسمهم، سيسقط الاقتراح تماما.

واتخذت قيادة الليكود قرارا غريبا، امس لترتيب الانتخابات الداخلية فيها. فلأنه من غير الواضح حتى الان، ان كان نتنياهو سيستطيع خوض المعركة على رئاسة الحكومة ام لا، تقرر ان يصوت كل عضو بورقتين، واحدة تشمل اسم نتنياهو مع بقية المنافسين، واخرى تشمل المتنافسين من دون نتنياهو. فاذا نزل نتنياهو، يتم اعتماد الورقة الاولى. واذا لم ينزل، يتم اعتماد الورقة الثانية.

وسينهي الليكود انتخاباته الداخلية في يوم الثلاثاء القادم، بينما سيحسم امر طريقة وطابع الانتخابات يوم الخميس القادم.