دبلوماسي مصري: مخاوف أمنية وعسكرية وراء مشروع التعاون الأوروبي المتوسطي

TT

كشف مساعد وزير الخارجية المصري رئيس وحدة المشاركة الأوروبية السفير جمال بيومي أن مخاوف أمنية وعسكرية أوروبية دفعت دول الاتحاد الاوروبي الى التعاون مع دول الشرق الأوسط. وقال بيومي ان هذه المخاوف تتمثل في قضايا الهجرة غير المشروعة والجريمة المنظمة والإرهاب، مشيراً إلى أن أوروبا تخشى انتقال صراعات جنوب المتوسط إليها، كما تخشى تسلل الجريمة المنظمة مثل المخدرات وغسيل الأموال، حيث تشير الى ان 80 في المائة من نسبة المخدرات التي تدخل الى أراضيها تأتي من شمال افريقيا والشرق الأوسط وتركيا.

وأكد السفير بيومي في محاضرة ألقاها الليلة قبل الماضية في الأكاديمية العربية للنقل البحري والتكنولوجيا بالاسكندرية أن مصر تسعى إلى قبول أوروبا بمشاركة الجنوب في بناء أمن اقليمي لحوض البحر المتوسط في نطاق مؤسسات مشتركة تتخطى نظرية الردع والتدخل السريع. وأشار إلى أن أوروبا تدرك بأن التعاون الاقليمي الذي تشارك فيه اسرائيل لا يمثل اهتماماً رئيسياً لدى الدول العربية، طالما لم يحسم النزاع العربي ـ الاسرائيلي. وأوضح أن مصر تريد من الأوروبيين التعاون والمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار بحوض البحر المتوسط بضفتيه، ومن ثم التوصل الى تسوية عادلة بالشرق الأوسط للنزاع العربي ـ الاسرائيلي، والتقليل من التفاوت في مستويات الدخول. ودعا الدبلوماسي المصري الاتحاد الأوروبي لمساعدة مصر على التكيف مع المنافسة والتطورات العالمية، كما حث على أهمية وجود اسهام أوروبي أنشط في حل النزاعات الاقليمية. وحث بيومي على تحرير التجارة لصالح الجنوب ونبذ سياسات الحماية الجديدة بها التي وصفها بأنها اجراءات «قصيرة النظر». كما أكد وجود حاجة للفهم الأفضل للأوضاع السياسية والاجتماعية في جنوب المتوسط وأن تتجنب أوروبا المغالاة في ردود الفعل وانتقاء ما تراه من وجهة نظرها ممارسات ضد حقوق الانسان، وترتبط بذلك نظرتها السلبية للعرب والمسلمين.