..ودول آسيا تتصدر المرحبين بفوزه وطالبان تهنئه «بحرارة» وتدعوه لتعطيل عقوبات مجلس الأمن

TT

قادت الصين واليابان جوقة الدول الاسيوية المرحبة بفوز المرشح الجمهوري جورج بوش (الابن) بالرئاسة الاميركية بعد ان اعترف منافسه الديمقراطي آل غور اخيرا وبعد مرور خمسة اسابيع بهزيمته. وسارعت بكين وطوكيو بالتعهد بالعمل مع بوش لتعزيز العلاقات مع واشنطن عاصمة الدولة العظمى الوحيدة في العالم الآن، وهي علاقات تعرضت في احيان لبعض الهزات.

اذ اعرب الرئيس الصيني جيانج زيمين عن تهانيه الحارة للرئيس الجديد، وعرض العمل معه لتنمية العلاقات الصينية الاميركية رغم ما تشعر به بلاده من قلق ازاء تأييده لتايوان التي تعتبرها الصين اقليما منشقا. وقال جيانج: «نحن على استعداد لان نبذل معا جهودا مشتركة خلال فترة رئاستكم تقوم على اساس البيانات الثلاثة المشتركة من اجل دفع العلاقات الصينية الاميركية قدما وتطويرها بسلاسة واطراد».

وكان الرئيس السابق جورج بوش والد الرئيس المنتخب ارفع مبعوث اميركي الى بكين في اواخر السبعينات ويعتبر من اصدقاء الصين. لكن وسائل الاعلام الصينية اوضحت ان مشاعر زعماء بكين متضاربة حول بوش (الابن) المنتخب وانصاره اليمينيين في الحزب الجمهوري الذين يضغطون من اجل تعزيز العلاقات مع تايوان.

اما الرئيس التايواني تشين شوي فسارع الى ارسال برقية تهنئة حارة لبوش ونائبه ديك تشيني. وقال: «بلادنا ترتبط بتاريخ طويل وتتشارك في المبادئ الداعية للديمقراطية واحترام حقوق الانسان».

كما هنأت اليابان بوش على فوزه، وقالت انها تأمل ان يعملا معا لتقوية التحالف بين اكبر قوتين اقتصاديتين في العالم. وقال يوشيرو موري رئيس الوزراء: «اود تقديم التهاني القلبية الى بوش على انتصاره في انتخابات الرئاسة للولايات المتحدة». ورحب الزعماء اليابانيون على الاخص بالاهمية التي يوليها بوش للتحالف الياباني الاميركي الذي يسميه وزير الخارجية الياباني يوهي كونو: «حجر الزاوية للسلام والاستقرار في منطقة اسيا والمحيط الهادي».

كما هنأت باكستان بوش واعلنت عن تطلعها للعمل مع ادارته من اجل اقرار السلام في جنوب اسيا. وتشعر باكستان بالقلق من تنامي الاهتمام الاميركي بجارتها ومنافستها الهند بعد انتهاء الحرب الباردة قبل عشر سنوات. وخلال المواجهات بين موسكو وواشنطن في هذه الحقبة كانت باكستان حليفا قويا للولايات المتحدة، بينما ارتبطت الهند بروابط قوية مع الاتحاد السوفياتي السابق.

وفي هانوي رحبت فيتنام بانتخاب بوش معربة عن الامل في ان يستمر تحسن علاقاتها مع الولايات المتحدة. وفي بروكسل، قام الامين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون : «انني فخور بان اعمل معه ومع فريقه الجديد على الرهانات السياسية والامنية العديدة التي يواجهها الحلف الاطلسي».

كما هنأه المفوض الاعلى لشؤون السياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا «بحرارة» على توليه رئاسة البيت الابيض.

وقال: «تبين على مر السنين ان الشراكة الجيدة بين الولايات المتحدة واوروبا عامل اساسي لاعلاء شأن حقوق الانسان والقيم الديمقراطية والامن والاستقرار والازدهار في العالم».

وفي كابل قدمت حركة طالبان الحاكمة في افغانستان «تهانيها الحارة» لبوش ودعته الى منع الامم المتحدة من فرض مزيد من العقوبات عليها. وقال قدرة الله جمال وزير اعلام طالبان: «نقدم تهانينا الحارة لبوش، ونؤيد كل من لديه نيات طيبة تجاه المسلمين، على الاخص الافغان، وندعمه». واضاف ان طالبان تنتظر من بوش ان يعطل تشديد العقوبات المفروضة عليها الذي اقترحته ادارة الرئيس بيل كلينتون لاحتضانها اسامة بن لادن.

وقال: «يجب ان نقول ان بوش بحاجة الى مراجعة السياسة الاميركية ازاء المسلمين وازاء افغانستان، ونتوقع الا يمضي قدما في سياسة ادارة كلينتون التي خلقت هوة بين الافغان والشعب الاميركي».

وفي طهران قالت صحيفة «خبر» الايرانية المعتدلة ان فوز بوش في الانتخابات الرئاسية الاميركية «غامض وسيعقد الازمة السياسية في الولايات المتحدة، لانه ناجم عن قرار من المحكمة العليا لوضع حد للنزاع على السلطة». وكتبت صحيفة «همبستقي» الاصلاحية ان غور «حصل على اكبر عدد من الاصوات وان لديه المزيد من الخبرة في المجالات الاقتصادية».

وانضم رئيس وزراء استراليا جون هاوارد الى جوقة مهنئي بوش واعاد التزام بلاده بالتعاون مع رئيس الولايات المتحدة الجديد. وقال في رسالة تهنئة بعث بها لبوش: «ما من دولة يمكن ان تكون اكثر صدقا من استراليا في رغبتها في استمرار ازدهار الولايات المتحدة تحت رئاستكم».