التقى الرئيس المصري حسني مبارك أمس وزير خارجية فرنسا هوبير فيدرين الذي يقوم بجولة سريعة في المنطقة كون بلاده ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي. ورافق فيدرين في زيارته ميغيل موراتينوس المبعوث الأوروبي لعملية السلام بالشرق الأوسط. وقال فيدرين انه بحث مع الرئيس مبارك ونظيره وزير الخارجية عمرو موسى المساعي التي تود أوروبا القيام بها للقضاء على التوتر الذي تشهده الاراضي المحتلة تنفيذا لمقررات قمة شرم الشيخ الأخيرة. وأضاف «اننا نشجع وبدون شروط مسبقة على استعادة أي نقاش سياسي من شأنه أن يؤدي إلى استئناف المفاوضات الحقيقية التي تفتح آفاقا فعلية أمام عملية السلام». وحول الدور الاوروبي في انقاذ عملية السلام، علق فيدرين «أن من أهداف زيارتي للمنطقة أن أقوم بتقييم الأوضاع ووضع التصورات للتحركات التي يمكن أن تأخذها الأطراف الاوروبية، والتعرف أيضا على طبيعة العقبات التي حالت حتى الآن دون تنفيذ التزامات قمة شرم الشيخ». وأضاف «علينا أن نستكشف كل السبل والطرق»، مشيراً إلى أن زيارة «لجنة تقصي الحقائق في المنطقة تعد مؤشراً طيباً حتى ولو لم تصل إلى حل نهائي». وقال ان خافير سولانا ممثل الاتحاد الأوروبي في لجنة تقصي الحقائق قدم إليه تقريراً مفصلاً حول ماقامت به هذه اللجنة خلال زيارتها للمنطقة.
وسبق ان أعلن فيدرين قبل وصوله إلى المنطقة أن جولته بتفويض من القمة الأوروبية التي عقدت بداية الأسبوع الحالي بمدينة نيس الفرنسية لبحث وقف التدهور في الأراضي الفلسطينية وامكان استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وقال وزير الخارجية المصري عمرو موسى عقب اختتام مباحثاته مع فيدرين ان المباحثات استهدفت بحث الجهود الأوروبية لدفع عملية السلام، مؤكداً أن الجانبين مقتنعان بأن القضية ليست في العودة إلى المفاوضات بقدر ما هي أهمية أن تؤدي هذه المفاوضات إلى تقدم حقيقي على صعيد العملية السلمية.
واعتبر موسى أن الفرصة ما تزال متاحة أمام الادارة الأميركية الحالية لتقديم أفكار تتسم بالجدية والموضوعية سعياً إلى احراز سلام متوازن، مشيراً إلى أن الأمر نفسه يسري على ايهود باراك الذي يستعد لانتخابات قريبة إذا توافرت الارادة السياسية.
وأوضح موسى أن مباحثاته مع فيدرين تطرقت أيضاً إلى موضوعات أخرى غير الملف الفلسطيني منها العراق، والانتخابات الاسرائيلية، ودفع العلاقات الثنائية وتسريع انشاء الجامعة الفرنسية بمصر.