«حرب الكترونية» في إيران بعد نشر مذكرات منتظري على الإنترنت

TT

من كان المسؤول عن اطالة امد الحرب الايرانية ـ العراقية التي راح ضحيتها قرابة مليون شخص؟ ومن الذي اصدر اوامر الاعدام الجماعي لنحو 3 آلاف شاب وشابة دون محاكمتهم؟ ومن الذي قرر «تصدير الثورة».

كانت هذه بعض الاسئلة التي شكلت محور حرب الكترونية عبر شبكة الانترنت بين عالمي دين ايرانيين بارزين. ويقف في المعسكر الاول حسين علي منتظري، آية الله العظمى البالغ 79 عاما والذي وقع عليه الاختيار سابقا لخلافة آية الله الخميني. اما في المعسكر المواجه، فيتخندق آية الله علي خامنئي المرشد الاعلى للدولة الايرانية.

وبدأت هذه المبارزة الالكترونية بعد نشر منتظري مذكراته التي غطت 600 صفحة على شبكة الانترنت في الشهر الماضي، (تنشر «الشرق الأوسط» اجزاء منها حاليا). وجاء رد خامنئي مطلع الشهر الحالي عندما ظهر موقع مزيف باسم منتظري على الانترنت، ليتهم آية الله العظمى بالمشاركة في كل القرارات المهمة التي صدرت عن النظام في ما يخص مواصلة الحرب ضد العراق وتنفيذ حملة الاعدام الجماعية؟

وكان خامنئي قبل ذلك قد طلب من السلطات التشويش على موقع منتظري الذي نشر فيه مذكراته، غير ان ذلك كان صعبا من ناحية فنية ومكلفا من ناحية مادية. بعدها تمت الموافقة على فكرة اقامة موقع مناوئ لمنتظري يحمل اسمه بفارق حرف واحد في الكتابة الانجليزية لاسم آية الله العظمى. ويعلق هومايون فراحي الذي يعمل في متابعة المواقع الايرانية على شبكة الانترنت قائلا «ان ما يجري اشبه بعملية واسعة لنشر الغسيل الوسخ... فعدد الاشخاص الذين يزورون موقع منتظري ارتفع بحدة الى اكثر من 80 الف شخص مقارنة بـ5 آلاف شخص في الشهر الماضي». واعرب عن ان الانترنت غدت بعد اغلاق كل الصحف المعارضة واوامر البرلمان للصحافة الاخرى بالابتعاد عن المسائل الخلافية، برزت على انها «الملتقى الاهم للتحاور سياسيا في ايران».

وتفيد التقديرات بان استخدام الانترنت بات متاحا لحوالي 2.2 مليون شخص في ايران، وهذا عدد بسيط بالنسبة لتعداد سكان البلاد البالغ 70 مليون نسمة. غير ان ما ينشر على الانترنت غالبا ما يجد طريقه للنسخ والتوزيع الواسع في طهران وعدد من المدن الايرانية المهمة الاخرى. كما ان هناك ما يقدر بنحو 5،3 مليون ايراني يعيشون في المنفى، اغلبيتهم يستخدمون الانترنت.

وكان آية الله الخميني قد استخدم اواخر السبعينات اشرطة الكاسيت لنشر خطبه اللاذعة ضد الشاه في طول ايران وعرضها. اما اليوم فيستخدم منتظري آخر ما توفره الوسائل التكنولوجية ضد النظام.