السلطات السعودية تحقق في ملابسات انتحار لاجئ عراقي في مخيم رفحة

TT

بدأت السلطات السعودية التحقيق لمعرفة ملابسات حادث انتحار لاجئ عراقي في مخيم رفحة في الشمال الغربي للمملكة في العاشر من ديسمبر (كانون الاول) الحالي. وعلمت «الشرق الأوسط» ان المنتحر، معن نايف خليف الغليبي من مواليد 1969، قتل نفسه بسبب حالة اليأس الشديد التي سيطرت عليه منذ رفض طلبه لاعادة توطينه من قبل الوفد الاميركي في ديسمبر عام 1995 اضافة الى عدم رغبته في العودة الى بلاده نظراً للمخاطر المؤكدة لهذه الخطوة، مما ادخله في ظروف نفسية يعاني منها غالبية اللاجئين العراقيين رغم ما تقدمه الحكومة السعودية من المعيشة والخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية والرياضية لهم، وما تقدمه المفوضية من برامج للصحة النفسية والدعم المعنوي لهؤلاء اللاجئين الذين قدموا الى السعودية منذ عشرة اعوام.

وتحقق السلطات السعودية في حادث انتحار اللاجئ العراقي (العازب) الذي شنق نفسه، وتقوم برفع تقارير حول نتائج هذه التحقيقات الى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الرياض التي تقوم بدورها برفع هذه المعلومات الى رئاسة المفوضية في جنيف.

وحذر السفير مصطفى عمر رئيس بعثة المفوضية في السعودية والمنسق الاقليمي للمفوضية في دول مجلس التعاون في حديث لـ«الشرق الأوسط» من استمرار توقف برنامج اعادة توطين اللاجئين الذي جمد اعماله عام 1997، والذي كانت تشارك فيه كل من الولايات المتحدة وكندا واستراليا ونيوزيلندا والدول الاسكندنافية، الامر الذي ترك هؤلاء اللاجئين في وضع مأساوي اثر بشكل سلبي على الحالة النفسية لهم.

واكد ان حادث الانتحار دليل واضح على المرحلة المتأخرة التي وصلت اليها الظروف النفسية للاجئين العراقيين في مخيم رفحة مع غياب برنامج اعادة التوطين الذي كان بمثابة اعادة الامل لهم ومع غياب الظروف الطبيعية لحياتهم حيث يقيمون في منطقة مغلقة ومعزولة عن العالم الخارجي رغم كل ما يحويه من خدمات تقدمها السعودية بسخاء كامل، مشيرا الى سعي المفوضية منذ تجميد هذا البرنامج الى اعادة فتحه طوال هذه السنوات.

واوضح قائلاً: «نحن نتصل الآن مع دول عديدة لاعادة احياء برنامج اعادة التوطين واغلاق معسكر رفحة خلال عامين او ثلاثة اعوام»، مناشدا دول اعادة التوطين باحياء ومعاودة نشاط برنامج اعادة الاستيطان، مبيناً ان وفدا اميركيا زار السعودية في يونيو (حزيران) الماضي، وآخر سويديا في سبتمبر (ايلول) الماضي لهذا الهدف، لكنهما لم يقوما بتحركات فعلية لمعاودة التعاون في هذا النشاط الانساني الذي يمكن ان يعيد الامل للاجئين العراقيين في السعودية.