الرئيس اللبناني طالب بآلية للبحث عن مصير المفقودين وتابع ملفهم مع نظيره السوري منذ 5 أشهر

TT

مذ اعرب الرئيس اللبناني اميل لحود الاسبوع الماضي عن ارتياحه الى قفل ملف الموقوفين في سورية وتفهمه ردود فعل اهالي الذين فقدوا على يد الاحزاب والميليشيات اللبنانية التي تصارعت خلال فترة الحرب، ومذ اشار الى نيته الطلب من مجلس الوزراء في جلسته المقبلة وضع آلية للبحث عن مصير المفقودين في ضوء المعلومات التي تقدم الى المراجع الامنية المختصة، كثرت التساؤلات حول الاسباب التي دفعت برئيس الجمهورية الى اتخاذ هذه الخطوة.

وفي هذا الاطار، اكدت اوساط الرئيس لحود ان السبب الذي دفع به لاتخاذ هذا الموقف يأتي نتيجة الانطباع بأن رئيس الجمهورية يتعاطى وكأنه غير معني بهذا الموضوع. وشددت الاوساط على ان العكس هو الصحيح قائلة: «ان الرئيس لحود فاتح نظيره السوري بشار الاسد بهذا الملف منذ خمسة اشهر. واستمر بمتابعته بهدوء وبعيداً عن الاعلام حتى وصل الملف الى هذه النتيجة. وان الامر تطلب اتخاذ بعض الاجراءات القانونية في سورية حتى تم تسليم الموقوفين الى السلطات اللبنانية. وان هذا الموضوع جرى التعاطي به على مستوى الرئيسين».

واضافت اوساط الرئيس لحود ان «هناك فصلاً بين الموقوفين في سورية والمفقودين على الاراضي اللبنانية. ففي البداية كانت الشكوى من وجود موقوفين في سورية، ثم بدأ الحديث عن مفقودين. وهذا الامر غير مطابق للحقيقة، فكل اللبنانيين المحكومين والموقوفين في سورية جرى الاعلان عن اسمائهم والاحكام الصادرة في حقهم. وسلمت دفعة منهم. وهذا الموضوع، سورياً ولبنانياً، اصبح في حكم المنتهي وقفل نهائياً».

ونبهت الاوساط عينها من «ان استمرار فتح هذا الموضوع بهذا الشكل، سيخلق حالة اجتماعية غير طبيعية». واشارت الى الحقائق الآتية:

اولاً: هناك فئة ماتت في لبنان وترد اسماء اصحابها على لوائح المفقودين.

ثانياً: هناك اشخاص ترد اسماؤهم على لوائح المفقودين وهم احياء على الاراضي اللبنانية او في بلاد الاغتراب. وخير دليل افراد عائلة من الهرمل وردت اسماؤهم في لوائح المفقودين ثم عقدوا مؤتمراً صحافياً اعلنوا فيه انهم احياء يرزقون على الاراضي اللبنانية.

ثالثاً: هناك اشخاص فقدوا اثناء الحرب والكل يعرف كيف فقدوا. والكثيرون منهم فقدوا قبل ان يكون هناك قوات سورية في لبنان. واحداث العام 1975 غنية عن التعريف في هذا المجال. وكذلك هناك من فقد اثناء الاجتياحات الاسرائيلية المتكررة وخصوصاً عامي 1978 و1982. وهناك من فقد ايام استبيح لبنان من احزاب وقوى. ومن يستذكر مآسي الحرب يعرف جيداً حقيقة هذه الامور.

واشارت اوساط الرئيس لحود الى ان لجنة التحقيق او آلية البحث عن مصير المفقودين اذا استطاعت توضيح وكشف نسبة من هذه الحالات، فان ذلك سيخفف من معاناة جزء من المواطنين، خصوصاً ان الهدف من الآلية وضع حد لمعاناة اكبر عدد من الناس.

ولفتت الاوساط نفسها الى ان الاحزاب والقوى التي تحرض الناس حالياً لتضخيم هذا الملف وجعله مشكلة امام الدولة، هذه القوى والاحزاب هي التي اشتركت في الحرب وتتحمل مسؤولية كبرى في ملف المفقودين، وما عليها الا ان تساعد الدولة عبر تقديم ما لديها من معلومات الى الاجهزة الامنية التي ستتلقى كل المراجعات عن المفقودين التي يتقدم بها الاهالي.

وختمت اوساط الرئيس لحود بالقول: «ان البعد الانساني هو الذي دفع الرئيس لحود الى طلب وضع آلية للبحث عن مصير المفقودين باعتباره أباً لجميع اللبنانيين ويتألم كما يتألم اهالي المفقودين».

صفير: اهالي المفقودين أصيبوا بخيبة أمل بيروت: «الشرق الاوسط» تطرق البطريرك الماروني نصر الله صفير في عظة الاحد امس، الى قضية الموقوفين اللبنانيين في السجون السورية الذين تسلمهم لبنان اخيراً، مشيراً الى خيبة الامل الكبيرة التي مني بها الاهل الذين كانوا ينتظرون ابناءهم المفقودين.

وقال صفير: «نسأل الله ان يكفكف دموع الذين كانوا ينتظرون ابناءهم واحباءهم فإذا بهم يمنون بخيبة امل كبيرة. ونسأل الله ان يحقق آمالهم ويبلسم جروحهم ويعيد الوطن الى وضع طبيعي يطمئن فيه جميع المواطنين الى يومهم وغدهم، فعسى ان يستجاب الدعاء».

اعتصام في النبطية للمطالبة باستعادة لبنانيين فقدوا في الحرب الاهلية صيدا (جنوب لبنان): «الشرق الأوسط» نفذ اهالي عدد من اللبنانيين الذين فقدوا خلال السنوات الاولى للحرب اللبنانية اعتصاماً في مدينة النبطية في جنوب لبنان امس، مطالبين رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة اميل لحود ونبيه بري ورفيق الحريري بـ «كشف مصير ابنائهم وادراج اسمائهم على لائحة التبادل» التي قيل انها ستوضع لتبادل الاسرى والمعتقلين بين اسرائيل وحزب الله.

واوضح الاهالي الذين اعتصموا امام السراي الحكومي في النبطية ان اولادهم خطفتهم ميليشيا «القوات اللبنانية» (المحظورة) وسلمتهم الى اسرائيل.

ووزع المعتصمون على مندوبي وسائل الاعلام لائحة باسماء من يطالبون بكشف مصيرهم وهم: حسين ياسين عاصي وابنه محمد (من بلدة انصار ـ خطفا عام 1976) ومحمود عباس حطيط (من الدوير ـ خطف عام 1983) وقاسم محمد جمعة وابنه محمد (من انصار ـ خطفا عام 1976) ومحمود عبد الحسن حجازي (من النبطية ـ خطف عام 1985) وسمير علي بادي وعبد الرضى بريش ومحمد حدرج وسمير محمد برجاوي (من هونين ـ خطفوا عام 1982).

وكانت لجنة اهالي المخطوفين الذين فقدوا خلال الحرب نظمت مظاهرة انطلقت ظهر امس من ساحة البربير في بيروت وسط اجراءات امنية مشددة. وطالب الاهالي بكشف مصير ابنائهم.