نعت بيان صادر باسم بلديات عكار(شمال لبنان) بعض المنابر الدينية في لبنان بانها «خائنة وعميلة»، واصفاً الاصوات التي تطالب بخروج الجيش السوري من لبنان بانها اصوات «عميلة ومشبوهة».
وقد وزع هذا البيان امس في محافظة شمال لبنان. وهو ثالث بيان يتم توزيعه في هذا الاطار. الاول كان موقعاً من قبل «علماء عكار» والثاني كان موقعاً باسم «الجمعيات الاهلية».
وجاء في البيان الجديد: «بعدما اسقط لبنان بمؤازرة الشقيقة سورية سلسلة المؤامرات الصهيونية التي كانت تهدف الى تقسيمه وخلق كيانات طائفية انعزالية تبرر قيام الدولة الصهيونية وتكون وباء سرطانياً ينهش جسد الامة ويشهد انهيارها، وضمن سلسلة المحاولات الاسرائيلية للنيل من وحدة الموقف اللبناني- السوري، ترتفع الاصوات العميلة مطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان ضاربة عرض الحائط اهمية وجود هذا الجيش في ظل الظروف الراهنة، حيث الحاجة ملحة الى تماسك كل الشرفاء لاستكمال تحرير الجنوب والجولان واستعادة كل اسرانا والوصول الى حل مشرف للقضية الفلسطينية».
واعتبر البيان ان «هذه الاصوات المشبوهة تهدف اولاً واخيراً الى سلخ لبنان عن اطاره العربي الطبيعي. وتتحامل على سورية متناسية عن قصد فضلها في وقف دوامة الحرب في لبنان وفي بناء جيش وطني قوي وفي ارساء دولة القانون والمؤسسات. فلولا سورية من كان يضمن ان يبقى لبنان وطناً نهائياً لكل ابنائه؟».
وسأل البيان: «كيف يتناسى اصحاب النوايا المبيتة السد المنيع الذي تشكله سورية في وجه كل النزعات الاصولية المتطرفة، الا اذا كان هؤلاء المتفاصحون من التائقين الى فرز طائفي جديد والى اعادة عهد الدويلات الضيقة ليعودوا امراء حرب واسياد شوارع؟ كيف يستطيع هؤلاء المأجورين ان يقنعونا بانهم لا يقدمون خدمة مجانية لاسرائىل، وهم بتحاملهم على الدور السوري في لبنان قد باعوا ضمائرهم ووجدانهم بأبخس الاثمان؟».
واعتبر انه «امام هذا الزحف الاسرائيلي الى بعض المنابر الدينية التي لا يمكن ان تنعت الا بخائنة وعميلة. وهنا لا بد من ان نحيي غبطة البطريرك غريغوريوس لحام على مواقفه الوطنية والقومية. ونضم صوتنا اليوم الى اصوات كل الشرفاء الوطنيين في وجه العمالة والانعزالية».
وذُيِّل البيان بعبارة «عشتم وعاش التلازم اللبناني- السوري- بلديات عكار».
واجرت «الشرق الاوسط» اتصالاً بمحافظ الشمال ناصيف قالوش وسألته عما اذا كان يحق للبلديات ان تصدر بيانات تتناول شؤوناً سياسية، فأجاب انه لم يطلع على اي دعوة لاجتماع يضم رؤساء البلديات في عكار من اجل بحث اي امر. وقال: «سأجري الاتصالات اللازمة لمعرفة من دعا الى عقد اجتماع اذا كان هذا الاجتماع قد حصل فعلاً. وفي ضوء النتائج سيتخذ الاجراء المناسب». وختم قائلا: «لا اود التصريح باكثر من ذلك. ولست مستعداً لسماع اي سؤال اضافي».