مندوب فلسطين لدى الجامعة العربية لـ «الشرق الأوسط»: الدعم المالي من دول الاتحاد الأوروبي للانتفاضة يفوق الدعم العربي لها

TT

انتقد محمد صبيح مندوب فلسطين لدى الجامعة العربية بطء الاجراءات الادارية والبنكية المتبعة لتحويل مبلغ مائة مليون دولار سبق للسلطة الوطنية الفلسطينية ان طلبته بصورة عاجلة وملحة في الاجتماع الاخير، الذي عقدته لجنة المتابعة العربية المكلفة بتنفيذ قرارات مؤتمر القمة العربي الاستثنائي الذي عقد بالقاهرة لدعم الانتفاضة.

وقال صبيح في تصريحات لـ «الشرق الأوسط» ان «حجم الدعم المادي العربي للشعب الفلسطيني وانتفاضته دفاعا عن الاقصى وهوية القدس المحتلة لم يكن على المستوى المطلوب على الاطلاق». لكنه مع ذلك اشاد بالمساعدات الغذائية والطبية التي ارسلتها بعض الدول العربية للفلسطينيين، خاصة مصر والسعودية والجزائر واليمن والاردن، فيما اعتبر في الوقت نفسه ان حجم الاموال العربية المقدمة لدعم الانتفاضة حتى الان تظل متواضعة وضئيلة للغاية مقارنة بالدعم المادي الذي قدمته دول الاتحاد الاوروبي لتمكين الشعب الفلسطيني من الصمود في مواجهة الاعتداءات الوحشية لسلطات الاحتلال الاسرائيلي.

وتساءل صبيح «اين هو الدعم المادي العربي للسلطة وللشعب في فلسطين المحتلة؟ وكم كيس دقيق قدمته الدول العربية للفلسطينيين؟! وقال مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية «يؤسفني ان اقول ان النيات العربية الحسنة لدعمنا قد غرقت في اجراءات روتينية ومعقدة لا مبرر لها»، مشيرا الى «ان اجراءات تحويل مبلغ المائة مليون دولار التي قدرتها لجنة المتابعة العربية التي اجتمعت على مستوى وزراء الخارجية العرب في دمشق حديثا قد طالت اكثر من اللازم».

وشدد على ان الوضع المأساوي الراهن الذي يعيشه المواطنون الفلسطينيون يستوجب تحركا سريعا وعاجلا لدعمهم.

وحول ما اذا كان لهذا التأخير علاقة بمعلومات متداولة غير رسمية حول مخاوف عربية من استغلال خاطئ للسلطة الفلسطينية للاموال العربية، فقال «اذا كان بعض الاخوان قد صدقوا هذا الكلام فهذه كارثة الكوارث لان هذه المزاعم هي جزء من حرب دعائية تشنها اسرائيل لتشويه سمعة السلطة الفلسطينية ومحاصرتها اعلاميا وسياسيا وماليا».

واضاف ان «مصدر هذه المعلومات ـ مع الاسف ـ هو الجنرال يعلون نائب رئيس هيئة الاركان الاسرائيلية الذي قال بالحرف الواحد ان اسرائيل ستسعى لتحطيم سمعة السلطة الفلسطينية وتشويه عملها وتضخيم الحديث عن الفساد في اوساطها».

ولفت السفير صبيح الانتباه الى مأساة ثلاثمائة وستين الف عامل فلسطيني منعوا من ممارسة اعمالهم بسبب الاجراءات الاسرائيلية على مدى الاشهر الثلاثة الماضية ولم يحصلوا في المقابل على اي دعم يذكر على الرغم من اعتمادهم على مصدر وحيد للدخل اليومي.

وقال صبيح ان السلطة الفلسطينية بحاجة الى اموال عاجلة لدفع مرتبات آلاف المدرسين والاطباء والمهندسين وتدبير الاحتياجات الضرورية للشعب الفلسطيني حتى يتمكن من الاستمرار في مواجهة العدوان الاسرائيلي الغاشم.

ونفى مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية ان تكون ثمة ضغوط اميركية تمارس لمنع الدعم المادي العربي من الوصول الى الفلسطينيين، غير انه تحدث بالمقابل عن حصار شرس تمارسه سلطات الاحتلال الاسرائيلية لتحقيق نفس الغرض.

ودعا صبيح الى الامتناع عن سياسة محاصرة الشعب الفلسطيني وفتح المعابر وعدم اغلاق الحدود كشروط مطلوبة لدفع هذه المفاوضات.