المعركة الانتخابية في إسرائيل تدخل أسبوعا حاسما مع ازدياد حدة الصراع على الزعامة في الحزبين الرئيسيين

TT

تدخل المعركة الانتخابية في اسرائيل، اليوم، اسبوعا حاسما داخل الحزبين الاكبرين وفي العلاقات بين الاحزاب الاساسية، اذ يتقرر خلاله ان كانت ستجري انتخابات عامة للكنيست ولرئاسة الحكومة او ستقتصر فقط على رئاسة الحكومة. ويتقرر خلاله اذا كانت الانتخابات ستجري وفقا للطريقة الجديدة او سيتم تغيير الطريقة.

وفي الوقت نفسه يشتد الصراع داخل الحزبين الرئيسيين حول رأي القيادة الاولى. ففي الليكود يشتد الصراع ما بين بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء السابق الذي هزم في المعركة وأدت هزيمته الى انهيار الحزب، وبين ارييل شارون، الذي كرس كل جهده لاعادة تنظيم الحزب وتسديد ديونه ويعتبر عودة نتنياهو «وقاحة وتصرفا غير اخلاقي».

وحرص كل من نتنياهو وشارون على ادارة التنافس بينهما، من دون توجيه هجوم او حتى انتقادات مباشرة. الا ان الصراع يتخذ شكلا لا يقل ضراوة، وذلك بالاساليب الملتوية التي اتبعها كل منهما ضد الآخر. ونشرت تصريحاتهما على لسان «مقربين».

فقال مقربو نتنياهو ان شارون يستخدم الجهاز الحزبي في الليكود بشكل غير قانوني ضد نتنياهو ويمتنع عن نشر اعلانات في الصحف لدعوة اعضاء الليكود (106 الاف و432 عضوا) الى المشاركة في الانتخابات. ويرد المقربون من شارون ان هذا الاجراء جاء بسبب سياسة التقنين التي يتبعها شارون: «فالليكود افلس ماليا بسبب سياسة التبذير التي اتبعها نتنياهو خلال فترة رئاسته».

ويعتمد كلا الرجلين على شخصيات مجهولة تناصر كل منهما. مؤيدو شارون نشروا اعلانا باسم «طاقم رجال اعمال من اجل انتخابات شارون رئيسا للحكومة» يدعون فيه اعضاء الليكود الى التصويت لشارون «لان جميع استطلاعات الرأي تقول انه يستطيع ان يهزم باراك» (وتقول ايضا ان نتنياهو سيفعل ذلك بشكل انجح) ويضيفون: «اسرائيل تحتاج اكثر من اي وقت مضى الى قائد مع تجربة حقيقية (يلمحون الى ان نتنياهو ليس ذا تجربة حقيقية) وقائد يستطيع توحيد الصفوف (يذكرون بأن نتنياهو ادى الى تمزق الليكود وان في عهده خرج من صفوف الحزب كل من اسحق شامير ودان مريدور واسحق مردخاي وروني ميلو، وهم من الزعماء الكبار لليكود) وقائد يتمتع بمسؤولية قومية فلا تعيدونا الى قادة استطلاعات الرأي وتغيير الشخصية بشكل مفاجئ (يلمحون بذلك الى التغيير المزعوم في شخصية نتنياهو). ودولة اسرائيل لا تستطيع اعطاء فرصة لاولئك الذين فشلوا».

ويذكر رجال الاعمال هؤلاء بأن شارون هو الذي رمم الليكود وقاده الى نقطة الاقتراب من النصر. ويختتمون اعلانهم بالشعار: «اسرائيل تحتاج الى شارون».

اما نتنياهو فانتحل اسم الليكود، اذ نشر اعلانا انتخابيا باسم الحزب كله يدعو فيه اعضاء الليكود الى التصويت له «من اجل اعادة الامن للدولة». وفهم تعامله هذا على انه تجاهل تام واستخفاف واضح بشارون.

المعروف ان الانتخابات الداخلية في الليكود ستجري يوم غد. وبما انه لم يتضح بعد اذا كانت الانتخابات ستجري للكنيست ولرئاسة الحكومة معا، ام ستقتصر على رئاسة الحكومة، وان نتنياهو كان قد اعلن انه سينسحب من الترشيح اذا اقتصرت الانتخابات على رئاسة الحكومة، فقد تقرر ان تجري الانتخابات الداخلية في مظروفين: الاول يكون على اساس وجود نتنياهو (فيختار المقترع ما بين نتنياهو وبقية منافسيه)، والثاني يكون على اساس غياب نتنياهو (فيختار المقترع بين المتنافسين الباقين).

وستتضح الصورة حول شكل الانتخابات وعدد المرشحين بشكل نهائي في منتصف ليلة الخميس/ الجمعة المقبل، اذ يغلق باب الترشيح.

واما في المعسكر الاخر، فان التنافس قائم ـ كما يبدو ـ فقط بين ايهود باراك (مرشح حزب العمل الرسمي) وشيمعون بيريس (ابن حزب العمل وابوه. ولكنه في حالة قراره خوض المعركة، فسيكون ذلك باسم تجمع عدة احزاب بعنوان «معسكر السلام»). وفي الوقت الذي يواجه فيه بيريس، حملة ضغوط واسعة لاقناعه بالتنافس، هناك حملة ضغط مشابهة لحثه على الامتناع عن التنافس. وحسب المقربين منه فان زوجته وابنته وبقية افراد عائلته يضغطون عليه كي لا يدخل هذه المعركة، لانهم لا يرويدون ان يروه مهزوما مرة اخرى.

وفي المقابل، يبذل باراك، جهودا خارقة مع بيريس لثنيه عن عزمه. كما يضغط على حزب ميرتس اليساري لكي يمتنع عن ترشيحه (حسب القانون الجديد لا يستطيع احد ان يرشح نفسه لرئاسة الحكومة، الا اذا دعمه حزب او مجموعة احزاب من 10 نواب او اكثر). ومن ضمن تلك الجهود، يحاول باراك تقريب زعيم ميرتس، يوسي سريد، اليه. فدعاه امس بشكل غريب وغير مسبوق، للمشاركة في جلسة سرية للحكومة، جرى خلالها بحث آخر الاتصالات والمحادثات الاسرائيلية ـ الفلسطينية ـ الاميركية ـ الاوروبية ـ العربية.

وقصد باراك بذلك اعطاء سريد دليلا على انه يبذل كل جهد في سبيل الوصول الى اتفاق سلام دائم قبل الانتخابات.

يذكر ان انصار ترشيح بيريس، ومنهم حزب سريد، انما يقفون ضد باراك اليوم لانه خيب املهم ويشل عملية السلام.

الى ذلك تجتمع قيادة حزب «شاس» لليهود المتدينين الشرقيين، اليوم لتقرر ان كانت ستؤيد حل الكنيست ام تتنازل عن ذلك. ويذكر ان حل الكنيست ليس في مصلحة شاس، اذ ان استطلاعات الرأي تؤكد ان «شاس» سيخسر 3 ـ 4 نواب على الاقل في الانتخابات القريبة. ومع ذلك، فان شاس يخشى ان يقف ضد حل الكنيست خوفا من ان يتهمه الليكود بأنه هو السبب في استبعاد نتنياهو (الذي يصر على ان لا يرشح نفسه الا اذا حل الكنيست).