هاجم الرئيس المصري حسني مبارك امس اسرائيل بشدة خلال خطابه امام الجلسة المشتركة لمجلس الشعب والشورى بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة، وطالبها بتحكيم العقل. كما شدد مبارك على قضية القدس، مشيدا بأنها «قضية بالغة الحساسية وليس هناك من يملك حرية التفريط فيها وان القيادة الفلسطينية ليست حرة في التصرف فيها».
وأضاف «ان الاحداث التي تشهدها الارض المحتلة هي نتيجة لإمعان اسرائيل في مراوغاتها واعتداءاتها وعدم صدقها في السير نحو عملية السلام»، معربا عن امله في ان تكون اسرائيل «قد وعت الدرس وان تعود الى المنطق وتحكيم العقل والموضوعية وتبتعد عن العدوان».
وأكد مبارك ان السياسات التي تتبعها اسرائيل هي التي القت بظلالها قاتمة على مستقبل السلام في المنطقة، مشيرا الى انها «واجهت الرفض الفلسطيني الجماعي للاحتلال بعنف وجبروت».
وأكد مبارك ان مصر «ستظل مستعدة لمواصلة دورها الاساسي في تنشيط مسيرة السلام وتمكينها من بلوغ اهدافها».
وحول الوضع في العراق دعا مبارك الى رفع المعاناة عن الشعب العراقي، اذ قال انه «آن الأوان لأن يزول الحصار المفروض على الشعب العراقي وان يعود العراق فاعلا في محيط امته العربية». وأكد ان مصر سعت دوما الى التخفيف عن معاناة العراقيين ورفع العقوبات المفروضة عليهم منذ عشر سنوات.
من جهة ثانية، دعا الرئيس المصري الاحزاب المصرية جميعها الى اعادة النظر في اسلوب تحركها وسط الجماهير، وتقييم تعاملها اليومي معها، مؤكدا ان «الحفاظ على شرف تمثيل الامة يتطلب ان تكون عند مستوى هذه المسؤولية من الحفاظ على القانون والنزول الى مواقع الجماهير كي نتحسس مطالبها وغاياتها ومشاكلها وقضاياها».
وأكد مبارك انه يسعى الى تعميق الديمقراطية في مصر من أجل تحقيق المصلحة العامة للشعب، ومن أجل تحقيق نمو اقتصادي واصلاح سياسي، تحقيقا للمصلحة القومية، معربا عن اعتزازه وفخره «بالدور العظيم الذي قام به القضاة خلال انتخابات مجلس الشعب والنزاهة التي كانت السمة المميزة للانتخابات».
واشار الرئيس مبارك الى ان الاصلاح السياسي والاقتصادي كان وما زال هو المنظور الذي بدء في تكريسه وتدعيمه والاهتمام به اهتماما كاملا وعاليا منذ توليه مسؤولية الرئاسة.
واعرب الرئيس مبارك عن اعتزازه الكبير «بالقوات المسلحة المصرية التي تصد عن مصر اطماع الاعداء وتقف بالمرصاد لمن يتربص بالوطن»، مؤكدا ان السلام العادل «هو الاساس للحياة المستقرة والتعايش بين الشعوب».
كما اشاد بقوات الشرطة التي تعمل على راحة الشعب وسيادة الامن والسلام الاجتماعي والخارجين على القانون.
واكد مبارك ضرورة وسرعة توفير فرص عمل جديدة لاستيعاب الشباب والقضاء على البطالة، مشيرا الى أهمية دور القطاع الخاص في هذا الشأن نظرا لتغير النظام الاقتصادي الذي اصبح خلاله القطاع الخاص يضطلع بدور كبير فيه.
واكد مبارك الاستمرار في تنفيذ برنامج الاصلاح الاقتصادي لصالح غير القادرين، مشيرا الى انه تم تقليص العجز العام في الموازنة والسيطرة على معدلات التضخم مع ارتفاع حجم الانفاق العام توجه جزء كبير منهما إلى الخدمات الاجتماعية.