ليلة المداهمات

TT

وتتذكر حماة ابو عبد الله اللبناني ليلة المداهمات، وتقول لقد اشار الضباط الكينينون الى انهم يبحثون عن اشياء مسروقة، اما الضباط الاميركيون فقد اكدوا على زوجتي ضرورة العودة مع اطفالها الى الولايات المتحدة لان هناك خوفا على حياتها. وفي داخل الكومبيوتر الشخصي لابو عبد الله اللبناني عثر ضباط المباحث الفيدرالية على صيد ثمين، عبارة عن خطاب يعتقد ان كاتبه هو هارون فضل الله، وهو موجه الى بن لادن، ويتحدث الخطاب عن «الخلية الافريقية» لمنظمة «القاعدة»، والظروف الصعبة التي يمر بها اعضاؤها، بعد فتوى اعلان «الجهاد» ضد الاهداف الاميركية التى اطلقها بن لادن من جبال كوش في افغانستان. ويتحدث الخطاب، حسب التحقيقات الاميركية، عن مخاوف «الخلية الافريقية» من رد الفعل الاميركي، من اعلان بن لادن للجهاد، ويضيف كاتب الخطاب انه يعتقد ان الاجهزة الامنية تراقب هواتف اعضاء «الخلية الافريقية»، وانهم قريبا سيكونون هدفا لملاحقاتهم. وهناك اكثر من اشارة الى ابو عبد الله اللبناني في الخطاب الموجه الى بن لادن، منها اشارة الى كنيته التي استخدما في افغانستان، وهي عبد الصبور وكذلك اشارة الى لقب «المدير» او المشرف على توجيه اعمال «الخلية الافريقية». وتقول مصادر اميركية ان حملة المداهمات التي طالت منزل «ابو عبد الله اللبناني» في نيروبي كانت ضمن خطة اميركية مسبقة لتشتيت اعضاء «القاعدة»، وجمع في الوقت ذاته اكبر قدر من المعلومات عن التنظيم السري. ويستغرب اقارب ابو عبد الله اللبناني «من حملة الاتهامات الاميركية التي طالته، ونتج عنها وجوده خلف القضبان في السجن الاميركي، وسط توقعات باحكام قاسية ومشددة عند نظر القضية في المحكمة الفيدرالية الاميركية 3 يناير (كانون الثاني). وتقول حماته «انه كان يريد بناء سمعة طيبة للاسلام والمسلمين في الولايات المتحدة، والقتل والتخريب والتدمير لم يكن من ضمن اهدافه». ويعتقد اقاربه ان ابو عبد الله اللبناني «تعرض لضغوط شديدة اثناء التحقيقات ليصبح شاهد اثبات ضد زملائه من اعضاء «القاعدة»». وفي منزل الاسرة في تكساس تحاول الزوجة ابريل مع اطفالها السبعة الاستمرار في حياتهم بطريقة طبيعية، وفي حديقة بالقرب من منزل الاسرة كان ابناء ابو عبد الله اللبناني يلعبون بهدوء تحت رعاية امهم، التي وصفت الحياة بدون وجود اب بقولها «لقد كان زوجي رجلا طيبا ووالدا كريما مع اولاده، وكل ما أريده بالنسبة له هو ان يعود الى المنزل». وتتوقع الجالية المسلمة في ارلنجتون ان تتعامل السلطات الاميركية مع قضية ابو عبد الله اللبناني بنفس الطريقة التي تتعامل مع القضايا الاخرى.