مصادر في عدن: مغادرة المحققين الأميركيين لقضاء العطلة في بلادهم وليس بسبب خلافات

TT

يغادر عدن اليوم بقية المحققين الاميركيين التابعين لمكتب التحقيقات الفيدرالية الاميركي والذين عملوا مع المحققين من الأجهزة الأمنية اليمنية وكفرق مشتركة في التحقيقات للكشف عن الهجوم المدبر الذي تعرضت له المدمرة الاميركية «يو. اس. اس. كول» ظهر يوم 12 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي اثناء تزودها بالوقود في ميناء عدن الدولي.

وأفادت مصادر موثوقة لـ«الشرق الأوسط» بأن بقية المحققين الاميركيين الذين يتوقع ان يغادروا عدن على متن طائرة عسكرية اميركية خاصة ستصل في نفس اليوم الى مطار عدن الدولي لهذا الغرض، وسيغادر معهم ايضا بقية افراد طاقم حراسة الفريق الاميركي للتحقيقات وأفراد من الأمن الاميركي وانه لن يتبقى اي من الاميركيين المتعلقة مهامهم بحادث التفجير في عدن.

وكانت غالبية اولئك المحققين الذين حضروا الى عدن لاستكمال التحقيقات مع عدد ممن قيل بتورطهم في الحادث ومن المشتبه فيهم، وأفراد طواقم حراستهم وأفراد من الأمن الاميركي قد غادروا مطار عدن الدولي اول من امس الجمعة حيث اقلتهم طائرة عسكرية الى الولايات المتحدة.

وأوضحت تلك المصادر أن مغادرة جميع المحققين والأمنيين وطواقم الحراسة الاميركية لعدن جاء لقضاء اجازة في بلادهم اثناء عطلة عيد الميلاد والتي تتبعها العطلة الخاصة بعيد الفطر المبارك القادم وهي العطل التي ستمتد لحوالي عشرة ايام او اكثر وان ذلك هو السبب وراء مغادرتهم لعدن على ان يعودوا بعدها لمباشرة مهامهم السابقة في عدن.

وفي ردها على سؤال لـ«الشرق الأوسط» قالت تلك المصادر إنها تأكدت من مصادر امنية يمنية بأن قضاء الاجازة هو السبب الوحيد لمغادرة المحققين الاميركيين لعدن وانها ـ المصادر الأمنية ـ نفت ان تكون هناك اية اسباب اخرى تتعلق بما اجتهدت به بعض التوقعات والتكهنات والتي تدور حول ما تدعيه من وجود خلافات بين الجانبين اليمني والاميركي حول مسار التحقيقات وتحديد اليمن للشهر المقبل يناير (كانون الثاني) من عام 2001م موعدا لبدء محاكمة دفعة من المتهمين ممن قالت اجهزة الأمن اليمنية بأن التحقيقات كشفت تورطهم في الهجوم على المدمرة الاميركية «كول».

وكانت تقارير وأنباء صحافية وتصريحات لدبلوماسيين اجانب في اليمن قد ذكرت بأن عدد الاشخاص المتهمين على ذمة تفجير «كول» والذين سيقدمون للمحاكمة في اليمن ارتفع من ستة متهمين الى ثمانية وان المتهمين الاضافيين يعتقد بانتمائهما الى تنظيم الجهاد الاسلامي، وبأن اليمن وافق على تأجيل المحاكمة واعادة فتح التحقيق مع المشتبه فيهم والشهود للوصول الى معلومات اكثر.

وكانت شكوك وتكهنات قد حامت منذ فترة استندت بعض منها الى تصريحات وتلميحات اميركية، بأن خلافات حول مسار التحقيقات يمكن ان تصدع جدار التعاون اليمني ـ الاميركي في هذا الجانب وان المحققين الاميركيين غير راضين عن ذلك المسار، ويلحون لاعطائهم دور اكبر وتمكينهم من اجراء التحقيقات مع المتورطين والمشتبه فيهم مباشرة، فضلا عن ان الجانب الاميركي غير مقتنع بالموعد الذي اعلنه اليمن لبدء محاكمة ستة من المتهمين في هذه القضية.

وكان اتفاق قد وقع بين الجانبين لتنظيم آلية العمل والتعاون والتنسيق ودور المحققين من الجانبين في التحقيقات المتصلة بالحادث.

وحتى الآن لا يبدو ان التحقيقات التي جرت من قبل الفرق المختصة المشتركة اليمنية والاميركية ومنذ وقوع الهجوم، قد تمكنت من الامساك بكل الخيوط والكشف عن كل المعلومات، كما ان هناك ما لا يقل عن ثلاثة اشخاص ممن أفادت الاجهزة الأمنية بضلوعهم بأدوار رئيسية في التدبير والتخطيط والتنفيذ لذلك الهجوم لا يزالون قيد البحث عنهم لاحتجازهم، ومنهم محمد عمر الحرازي، والذين لا تعلم حتى الآن بالتحديد اماكن وجودهم وأسماؤهم وهوياتهم الحقيقية، علاوة عن عدم التوصل الى الكشف عن الجهة التي كانت وراء الحادث والذي يذهب الاميركيون الى الربط بينها وبين وجود علاقة لاسامة بن لادن وتنظيمه القاعدة لكن دون توفر اية ادلة على ذلك حتى اليوم.