الجزائر وإيران تتبادلان السفراء أوائل العام الجديد

TT

أفادت مصادر دبلوماسية بأن سفارة الجزائر في طهران والسفارة الايرانية في الجزائر ستفتحان قريبا ابوابهما، وستعود العلاقات بين البلدين «ليس بنفس الكثافة التي كانت عليها قبل بداية التسعينات، لكن ستكون علاقات طبيعية وجيدة».

وأوضحت نفس المصادر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، ان موظفي السفارة الايرانية قد وصلوا الى الجزائر منذ شهر، وهم الآن يعدون الترتيبات اللازمة لاعادة فتح مقر نفس السفارة التي كان الدبلوماسيون الايرانيون يعملون فيها قبل قرار الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران. كما ان الدبلوماسيين الجزائريين غادروا هم ايضا الى العاصمة الايرانية للقيام بنفس الاستعدادات في انتظار التحاق السفيرين.

وكان البلدان قد قررا اعادة العلاقات الدبلوماسية خلال لقاء جمع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفيلقة بنظيره الايراني محمد خاتمي في نيويورك في 8 سبتمبر (ايلول) الاخير واتفقا على «عدم تدخل اي طرف في الشؤون الداخلية للبلد الآخر وفي اطار الاحترام المتبادل». وأعقب لقاء الرئيسين لقاء ثان بين رئيسي دبلوماسيتي البلدين عبد العزيز بلخادم وكمال خرازي على هامش اشغال الدورة 55 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وأعلن مصدر رسمي، في الجزائر، ان هذا اللقاء كان «فرصة لتبادل الآراء حول آفاق تطبيع العلاقات في جميع المجالات، وفي اطار الاحترام المتبادل لمصالح الطرفين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية».

وفي 26 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي اعلنت الجزائر انها وافقت على تعيين الدكتور سياب محمد رضا مفالي زاده سفيرا لايران لدى الجزائر، بعد ان منحت حكومة طهران موافقتها على تعيين عبد القادر حجّار سفيرا للجزائر لدى ايران، علما ان حجّار كان يشغل نفس المنصب عندما قرر بلده قطع علاقاته الدبلوماسية مع الجمهورية الاسلامية بعد ان تبين له ان هذه الاخيرة تدخلت بشكل مباشر في الأزمة الجزائرية واتخذت موقفا علنيا ضد قرار الحكومة الجزائرة وقف المسار الانتخابي. وقد اتهم رسميون جزائريون ايران، عدة مرات، بتقديم الدعم المادي المباشر لعناصر الجماعات المسلحة ومنحها تسهيلات للتدريب على اراضيها. وهي نفس التهمة التي وجهتها الجزائر الى الخرطوم، لكن حكومة رضا مالك اكتفت، في ما يخص السودان، بتقليص مستوى تمثيلها وسحبت سفيرها وكذلك فعلت سلطات الخرطوم.

وقد اكدت مصادر مقربة من السفير حجّار انه سيتوجه الى طهران بعد نهاية السنة، وقد استقبله الرئيس بوتفليقة الذي قدم له اوراق الاعتماد وحمله رسالة الى الرئيس الايراني. ومن المنتظر ايضا ان يعرج حجار على باريس لاجراء فحوص طبية على قلبه استكمالا للعلاج الذي بدأه منذ اكثر من سنة.