الجميل يتحدث بعد لقائه صفير عن أيد خفية تمنع تصالح اللبنانيين

دعا إلى رعاية الفلسطينيين.. والتركيز على مستقبلهم خارج لبنان

TT

حذر الرئيس اللبناني السابق امين الجميل من ان اي خروج عن روح الميثاق الوطني «يعتبر مشروع حرب جديدة في لبنان»، وادعى ان هناك «ايديا خفية تعود باللبنانيين الى الوراء وتمنعهم من المصالحة وتفتح لهم نوعاً من حرب اهلية».

ووصف الجميل في تصريح ادلى به بعد زيارته البطريرك الماروني نصر الله صفير امس، التوطين بأنه «فخ نصبوه لنا»، داعياً الى «رعاية الفلسطينيين والتركيز على مستقبلهم خارج لبنان لأن بقاءهم فيه امر خطير». وقال الجميل: «اتمنى ان تكون هذه الاعياد مباركة على الجميع وفاتحة خير خصوصاً ان الاعياد المسيحية والاسلامية جاءت مع بعضها البعض، وهذه اشارة يجب ان نتفهم معناها جيداً لأن لبنان في النهاية سوف يبقى واحداً معززاً ويبقى الوفاق الوطني. وتمنى ايضاً ان تكون السنة المقبلة فاتحة خير على لبنان لاستعادة عافيته واستقلاله وسيادته وحريته وقراره الحر، ويتأكد الوفاق الصحيح وتعود روح الوفاق الذي يحفظنا ويحمينا جميعاً».

وسئل الجميل عما اذا كانت تساوره المخاوف من توطين الفلسطينيين في لبنان؟ فأجاب: «اتمنى ان لا تستعمل كلمة توطين التي تعني فخاً نصبوه لنا وارى انه يجب رعاية الفلسطينيين والتركيز على مستقبلهم خارج لبنان ويجب عليهم وعلى غيرهم ان لا يعتبروا ان كلمة توطين تعني بقاءهم في لبنان وهذا امر خطير».

واضاف الجميل: «ان كلمة توطين تعني انهم يجب ان يأخذوا المواطنية. ومن يعرف؟ ربما ارادوا ايضاً المشاركة في الانتخابات وربما ايضاً انتخاب رئيس الجمهورية ووزراء ونواب. ان هذا الموضوع بالذات لا يعالج الا بالوفاق الصحيح وبالثقة. وكل من لا يعمل على الوفاق الصحيح والمصالحة الحقيقية يخدم مصلحة اسرائيل اكان في موضوع التوطين او التعاطي بقضية الاقتصاد التي هي قنبلة موقوتة وان مفتاح كل القضايا يكون الوفاق الذي بدونه لا توجد ثقة ولا مصداقية».

ثم قال: «ان الشعب اللبناني تواق لتحقيق الوفاق والمصالحة الحقيقية ولكن كأنه ممنوع عليه ذلك وهناك ايد خفية تعود بنا الى الوراء وتفتح لنا خلافات او حتى نوعاً من حرب اهلية. وهذا امر خطير جداً، لأن ما يصل لنا من معلومات تفيد ان هناك ايادياً غير بريئة وقد تكون هناك بعض الجهات وكأنها مرتاحة للعودة الى بعض الخطابات والشعارات التي تعيدنا الى مرحلة الحرب والصدامات المذهبية والطائفية. وهذه الامور لا تعالج فقط بالاجتماعات والبيانات بل اذا اردنا حقيقة ان نساعد لبنان من المفروض ان تصب كل الجهود وان تكون الاولوية القصوى من اجل معالجة هذا الموضوع». وعن مفهومه للوفاق الوطني قال الجميل: «القضية ليست قضية مفهوم بل العودة الى الميثاق الواضح جداً ولا لزوم لتفسيرات كثيرة وحتى الآن اعتبر ان كل خروج عن روح الميثاق هو مشروع حرب، وكل عودة الى روح ميثاق 1943 هو روح سلام وجو استقرار ووفاق وهذا امر طبيعي».

واستقبل البطريرك صفير ايضاً، النائب عبد الله فرحات الذي قال: «تستوقفنا اليوم محاولة ابرام صفقة على حساب الدول التي استضافت الفلسطينيين وفي مقدمتها لبنان، لذا يستوجب التأكيد ان الوسيلة الوحيدة لمقاومة محاولات التوطين تكمن في بدء حوار ديمقراطي حقيقي بين الفئات اللبنانية كافة قوامه الصراحة المتناهية بعيداً عن المواقف الاستفزازية المجانية، لا سيما ضد المقامات الدينية لأي جهة انتمت، خصوصاً ان ما يجري على مستوى المفاوضات الحالية بين الفلسطينيين والاسرائيليين مخالف لأبسط قواعد القانون الدولي لناحية تقرير مصير فلسطينيي الشتات بمعزل عنهم وعن دول لجوئهم. اذ لا يمكن فرض اتفاق دولي على اطراف ذات سيادة من دون موافقتها الصريحة بعد انضمام وابرام من قبلها لهذا الاتفاق، الامر المفروض لبنانياً، رسمياً وشعبياً، نحن بمعرض خرق فاضح للقانون الدولي العام، ولمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها وحق عودة الشعب الفلسطيني الى ارضه».

وكان صفير قد استقبل امس ايضا مجلس الرؤساء العامين والرئيسات العامات للرهبانيات الكاثوليكية لتهنئته بالاعياد.