نيويورك ـ وكالات الانباء: اتهم السفير الاميركي بالامم المتحدة ريتشارد هولبروك الادارة المسؤولة عن عمليات حفظ السلام الدولية بعدم فعل اي شيء يذكر للحيلولة دون اصابة الجنود التابعين للامم المتحدة في المناطق الساخنة بالعالم بالايدز، او نقلهم لهذا المرض القاتل الى السكان. وانتقد هولبروك ايضا مجلس الامن الدولي لعقده اجتماعا مغلقا لمراجعة الجهود التي تبذلها ادارة عمليات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة من اجل حماية الجنود من الاصابة بفيروس (اتش آي في) المسبب لمرض الايدز او نشرهم له.
وقال: «وجدنا ان تنفيذ ادارة الامم المتحدة لعمليات حفظ السلام لهذا القرار غير ملائم وغير كاف في ضوء خطورة المشكلة، اذ لا يمكن ان يكون لدينا موقف ينشر فيه جنود حفظ السلام الايدز في العالم».
واطلع جان ماري جيونو الامين العام المساعد للامم المتحدة لشؤون حفظ السلام مجلس الامن الدولي في اجتماع خاص على كيفية تنفيذ قرار للمجلس اصدره في يوليو (تموز) الماضي بشأن الايدز. ونقل فريد ايكهارد المتحدث باسم الامم المتحدة عن جيونو قوله للمجلس: «ان برامج التدريب والتوعية اصبحت الان جزءا من كل بعثات الامم المتحدة».
ولكن هولبروك قال ان ادارة الامم المتحدة لعمليات حفظ السلام تفتقر الى الموظفين، ومثقلة بالاعباء، وانه يجب القيام بهذا البرنامج في مكتب منفصل.
واشار الى تيمور الشرقية التي تتولى الامم المتحدة ادارتها مع استعدادها للاستقلال العام المقبل كمثال للحاجة الى برنامج اكثر فعالية. وقال انه قبل وصول القوات الاجنبية لم يتم الابلاغ عن وجود حالات ايدز في ذلك البلد الصغير ولكنه منذ وصول تلك القوات تم الابلاغ عن 20 حالة ايدز.
واضاف: «ان جنود حفظ السلام يجلبون الايدز معهم وينقلون الايدز الى بلادهم، ولدينا الآن 20 حالة تم الابلاغ عنها، وفي ضوء فترة الحضانة وفترة اكتشاف المرض فقد يكون قد اتى من الامم المتحدة او قد يكون جاء من مصدر مختلف».
ودافع مسؤول في الامم المتحدة في مجال حفظ السلام عن الطريقة التي يتم بها تنفيذ قرار مجلس الامن. وقال ان الادارة تحاول التحري عن صحة تصريحات هولبروك بشأن تيمور الشرقية. واضاف: «اننا نوفر التدريب ونوفر العوازل الطبية لكل جنود حفظ السلام، ولكل الاشخاص في بعثاتنا، ونأخذ كل الاجراءات الوقائية».
وقتل الايدز اكثر من 20 مليون شخص خلال العقدين الماضيين من بينهم ثلاثة ملايين شخص في العام الماضي، وكانت افريقيا حيث يوجد العديد من مهام حفظ السلام اكثر المناطق تضررا. ويحمل نحو 36 مليون شخص في كل انحاء العالم، من بينهم 25 مليون شخص في افريقيا فيروس «اتش آي في» المسبب للايدز.