كلينتون عازم على متابعة وساطته لضمان توقيع اتفاق فلسطيني ـ إسرائيلي قبل انتهاء ولايته الشهر المقبل

TT

واشنطن ـ أ.ف.ب: اذا توصل الجانبان الاسرائيلي والفلسطيني الى اتفاق سلام نهائي سيشكل ذلك انجازا دبلوماسيا محققا للرئيس بيل كلينتون الذي تدخل شخصيا في هذا الملف الشائك طيلة السنوات الثماني لولايته الرئاسية.

وأعلن باتريك كلاوسون خبير السياسة الاميركية في الشرق الاوسط لدى معهد واشنطن لسياسة الشرق الاوسط ان «كلينتون سيلقي بثقله حتى النهاية وسيبذل كل ما بوسعه للتوصل الى اتفاق». ويرى الجانب الاسرائيلي ان كلينتون ربما سيسعى لانهاء المفاوضات «قبل العاشر من يناير (كانون الثاني) المقبل»، اي قبل عشرة ايام على انتهاء ولايته في البيت الابيض.

وتعتبر المفاوضات التي عقدت بعيدا عن الاضواء هذا الاسبوع في قاعدة «بولينغ» الجوية، الفرصة الاخيرة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المصمم على اعلان دولة فلسطينية مستقلة، ولرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الذي يعلق اهمية كبرى على اتفاق سلام لاعادة انتخابه في منصبه في السادس من فبراير (شباط) المقبل. الا ان هذا الاصرار النادر لرئيس منتهية ولايته، يثير الاستغراب فعلا. وقد دعا كلينتون المصمم على تخطي الجمود السائد منذ فشل قمة كامب ديفيد في يوليو (تموز) الماضي ونتيجة لاعمال العنف في الاراضي الفلسطينية، الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني الى البيت الابيض غداة استئناف مفاوضات السلام الثلاثاء الماضي. وكان من المقرر ان يعقد امس في البيت الابيض اجتماع آخر لكلينتون مع رئيسي الوفدين، سيخصص على ما يبدو للاستماع الى تقرير عن المفاوضات التي استمرت اربعة ايام والنظر في امكانات تنظيم زيارة لمسؤول اميركي رفيع المستوى الى الشرق الاوسط.

كما دعا مسؤولون اميركيون الى عقد قمة لتوقيع اتفاق السلام بين الجانبين، وهو ما لا يستبعده بعض الخبراء الذين يعتبرون ان الجانبين وعرفات تحديدا لهما مصلحة اكبر في توقيع الاتفاق تحت رعاية كلينتون منه في ظل ادارة الرئيس المنتخب جورج بوش المقبلة. وقال كلاوسون ان «عرفات مدرك لأن الادارة الاميركية المقبلة لن تضطلع الى هذا الحد بدور في النزاعات الدولية». واضاف «ان الفرصة الأفضل لعرفات للتوصل الى اتفاق هي الوقت الحالي». من جهتها، رأت ماري جاين ديب خبيرة شؤون الشرق الاوسط لدى الجامعة الاميركية انه «من الواضح ان كلينتون لن يفقد الأمل في عملية السلام حتى في هذه المرحلة من ولايته الرئاسية». واضافت ان الحافز الاكبر للجانب الفلسطيني هو اعلان الدولة المستقلة في اسرع فرصة، وقالت «ان شهر يناير (كانون الثاني) ينطوي على رموز مهمة بالنسبة الى عرفات ومن الممكن ان تشهد الايام المقبلة تطورا ما».

وتصادف في يناير ذكرى تأسيس حركة فتح في عام 1957، كما نفذت العملية العسكرية الاولى لها ضد اسرائيل وكانت تفجير محطة لضخ المياه في 31 ديسمبر (كانون الاول) 1963 واعلنت مسؤوليتها عنها في بيان صدر في اليوم التالي. وقد اعلنت السلطة الفلسطينية الاول من يناير (كانون الثاني) عيدا وطنيا في الاراضي الفلسطينية. الا ان المهمة ليست سهلة، وذلك ليس فقط ان نقاط الخلاف كثيرة، بل يضاف اليها اعمال العنف التي اندلعت منذ 28 سبتمبر (ايلول) الماضي وأدت الى مقتل 355 شخصا غالبيتهم العظمى من الفلسطينيين.

وتشمل مفاوضات الاتفاق النهائي ثلاثة ملفات شائكة:

ـ اللاجئون: أبدت اسرائيل استعدادها للموافقة على عودة ما لا يزيد عن عشرات الآلاف اللاجئين في اطار جمع شمل العائلات التي شرذمتها حربا 1948 و1967، في حين يطالب الفلسطينيون بعودة 7،3 مليون شخص.

ـ انسحاب اسرائيلي من غالبية الاراضي المحتلة منذ 1967، وتشمل هذه النقطة مشكلة المستوطنين اليهود.

ـ القدس التي يطالب الجانبان باعلانها عاصمة لكل منهما لا سيما الجزء الذي يضم الحرم القدسي.