السفير المصري محمد بسيوني لـ«الشرق الأوسط»: محادثات واشــنطن لم تبحث موضــوع «القدس مقابل اللاجـئين»

توقعات بقمة احتفالية في شرم الشيخ بعد اكتمال السلام

TT

نفى السفير المصري لدى اسرائيل محمد بسيوني أن يكون الهدف من المحادثات الفلسطينية ـ الاسرائيلية والتي تجري برعاية أميركية في العاصمة واشنطن عقد صفقة «القدس مقابل اللاجئين». وقال «هي ليست صفقة بل مشاورات بين الفلسطينيين والاسرائيليين حول الأفكار التي طرحت في كامب ديفيد 2 في يوليو (تموز) الماضي». واكد أن الموقف في يد الاسرائيليين لتقريب المسافات وتقليص الفجوة بين الجانبين في القضايا التي سبق طرحها وكانت اسرائيل متشددة فيها. وأبدى بسيوني تفاؤله في إمكانية التوصل إلى اتفاق في حال أظهرت اسرائيل مرونة في مواقفها.

وتوقع بسيوني في حال التوصل لاتفاق سلام متكامل عقد قمة ثلاثية في واشنطن تضم الجانب الفلسطيني والاميركي والاسرائيلي ثم تعقد قمة احتفالية في مدينة شرم الشيخ تدعى إليها روسيا، موضحاً وجود سيناريوهات مختلفة، مؤكداً أن الموقف يعتمد على مدى التقدم الفعلي.

واستبعد بسيوني الذي سحبته مصر مؤخراً من تل أبيب ما يتردد حول إمكانية تأجيل قضية اللاجئين أو إسقاطها في هذه المرحلة الحالية، موضحاً أن اسرائيل تسعى لاتفاق متكامل لنهاية النزاع وليس لاتفاق مرحلي، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الفلسطينيين لن يوافقوا على التوقيع على اي اتفاق لا يتضمن كافة قضايا الحل النهائي بما فيها قضية اللاجئين.

وقال بسيوني «سيحتوي الاتفاق على بند يشير الى آلية للتنفيذ والتوقيت، وان التوقيع لن يتم على صيغة نهاية النزاع إلا بعد التنفيذ الأمين الدقيق والكامل للاتفاق».

وسئل السفير المصري حول ما سبق أن أعلنته السلطة الفلسطينية أنها لن تجري محادثات مع الاسرائيليين قبل ان تسحب قواتها إلى خارج المناطق الفلسطينية وانهاء الحصار على الشعب الفلسطيني، فقال «ان الاسرائيليين أيضاً قالوا انهم لن يجتمعوا بالفلسطينيين إلا بتخفيض مستوى العنف الفلسطيني، كما يدعون.. لذلك كانت هناك مشاورات أمنية لتهدئة مستوى العنف لدى الجانبين تمهيداً لهذه المحادثات، وهذا ما جرى بالفعل». وتابع «تحقيق الأمن لا يتأتى إلا بالتوازي من الطرفين لتهدئة المواقف وتصحيح مسار المفاوضات».

وحول تعليقه على ما اعتبره بعض المسؤولين الفلسطينيين بأن هذا الاتفاق هو مناورة انتخابية لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك، اعتبر بسيوني أن التنفيذ الكامل لقرارات الشرعية الدولية يحتاج لشجاعة كافية ونية صادقة سواء كان رئيس الوزراء هو باراك أو شارون، مؤكداً أن الذي يمكنه تحقيق ذلك أياً كان سيتم الترحيب به.

واستبعد بسيوني التوصل لاتفاق جزئي في هذه الفترة واعتبر ان تحقيق أي اتفاق حتى ولو كان مرحلياً أو جزئياً فهو مكسب للفلسطينيين ويجب أن يتمسكوا به. وحول الرسالة التي تسلمها الرئيس المصري حسني مبارك من زعيم حزب ميرتس يوسي ساريد والتي تحمل في طياتها طلبا اسرائيليا لمساعدة مصرية في التمهيد لتسوية أجاب «الجميع يعلم أن مصر هي فقط التي لها الدور الرئيسي في صنع العملية السلمية في المنطقة ونحن الشريك الرئيسي للفلسطينيين ولسنا الوسيط الرئيسي مثل الولايات المتحدة والفارق هنا كبير بين الاثنين». وتابع «ونحن نعمل لايجاد حل عادل في اطار الشرعية الدولية ولن نطالب الفلسطينيين بتنفيذ شيء يقل عن هذه الشرعية». ونفى نفياً قاطعا حدوث ضغط من مصر على الفلسطينيين، مشيرا الى ان القرار في النهاية هو قرار الفلسطينيين.