كثافة التجمعات العسكرية التركية في شمال العراق تثير مخاوف من حملة واسعة على «العمال الكردستاني»

TT

تتجمع قوات تركية كبيرة مدعمة بالمدرعات والمدافع الثقيلة في مثلث حاجي عمران ـ رانية ـ جارقورنا في شمال العراق منذ حوالي عشرين يوما، وقد تمركزت قوة مؤلفة من الف ضابط وصف ضابط تركي وخبراء عسكريين قيل ان بينهم خبراء من بريطانيا والولايات المتحدة الاميركية في مدينة السليمانية الخاضعة لقوات حزب الاتحاد الوطني الذي يتزعمه جلال الطالباني.

وتؤكد المصادر السياسية الموثوقة في انقرة «ان هذه القوة العسكرية الكبيرة ستشن حملة ضارية ضد قوات منظمة حزب العمال الكردستاني بعد العيد مباشرة». وتضيف مصادر العمال الكردستاني في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من المانيا «ان الايديولوجيات المسيطرة على المنطقة تسعى الى تصفية العمال الكردستاني، لانها تعدها العقبة الرئيسية امام تنفيذ خططها في المنطقة». وقد قال فؤاد معصوم احد اركان حزب الاتحاد الوطني للقسم الكردي باذاعة صوت اميركا: «طالما لم تترك منظمة حزب العمال الكردستاني شمال العراق فاننا لا نعارض وجود القوات التركية في منطقتنا».

لذلك تؤكد المصادر التركية الموثوقة «ان تلك القوة العسكرية المختارة بدقة من القوات الخاصة ستشن هجمات خاصة على مواقع مختارة لقوات منظمة حزب العمال الكردستاني مع استهداف زعماء المنظمة سواء باغتيالهم او اختطافهم بمساعدة ضباط الموساد الاسرائيليين وخبراء الاستخبارات الاميركية (سي. اي. ايه) الذين سيجمعون المعلومات عنهم بالتعاون مع عملائهم المنتشرين في المنطقة».

من جهة اخرى يعتقد بعض البرلمانيين الاتراك بأن دخول القوات التركية وبهذه الكثافة المتميزة الى كردستان العراق هو عودة لاشعال نار الحروب في المنطقة من جديد. فقد اكد يحيى تشويك نائب بتليس عن حزب الطريق القويم الذي تتزعمه تانسو تشيلر، قائلاً: «لم تتوقف تركيا ومنذ فترة طويلة عن محاربة الاكراد لا سيما منظمة حزب العمال الكردستاني، لان السياسة التركية اصطبغت منذ الازل بالشوفينية وعدم الاعتراف بهوية الاقليات القاطنة في البلاد. ونحن هنا كنواب اكراد لا نعرف ماذا سنفعل تجاه مأساة الاكراد ولعبة الامم الجارية في المنطقة. فاذا كان (رئيس الحكومة بولنت) اجاويد قد اعترف بوجود تلك اللعبة وبأن احدهم قد ضغط على الزر للبدء بالاحداث المؤدية للازمات، فان اللعبة الجارية في شمال العراق هي جزء من لعبة الامم الكبرى التي تمارسها الايديولوجيات المسيطرة في المنطقة».

ويعتقد الغان هجالوغلو نائب السكرتير العام لحزب الشعب الجمهوري «بان دخول القوات التركية الى شمال العراق وتجمعها باعداد كبيرة هناك، ما هو الا جزء من الاستراتيجية الاميركية في المنطقة، لان ذلك تزامن مع تصريحات وزير الخارجية الجديد كولن باول عن انتهاج سياسة جديدة حيال العراق. ومن هنا فان مشاركة تركيا في هذه اللعبة الجديدة ضربة كبيرة لاجواء السلام السائدة في المنطقة من جهة وللتصالح الاجتماعي في تركيا من جهة اخرى. ولذلك فان على تركيا ان تفكر مليا في الخطوة التي ستخطوها في شمال العراق، لان تجدد القتال ضد منظمة حزب العمال الكردستاني من جديد سيؤدي الى تدهور الاوضاع السياسية والاقتصادية في تركيا والتسبب بأزمات جديدة تدفع تركيا نحو عنق الزجاجة الذي لن تخرج منه بسلام».

من جهة اخرى اكد علي حيدر قايطان عضو هيئة رئاسة منظمة حزب العمال الكردستاني لقناة ميديا. تي. في الكردية «ان فرقة الكوماندوز الاسرائيلية المتمركزة في السليمانية هي نفسها التي شاركت في عملية اختطاف اوجالان زعيم منظمة حزب العمال الكردستاني من كينيا عام 1998 وهي تسعى اليوم للقيام بمجزرة ضد زعماء وقادة المنظمة. وان توسل تركيا بهذه الوسائل مظهر من مظاهر الصراع بين دعاة الحرب ودعاة السلام والديمقراطية، لا سيما ان سبعة الاف جندي تركي آخر عبروا الحدود الى شمال العراق قبل يومين فقط».