قمة ثلاثية في شرم الشيخ اليوم بين مبارك وعرفات وباراك

مشاورات مكثفة لحل الخلافات حول عودة اللاجئين ومسؤولون أميركيون في القاهرة للمساعدة

TT

تسارعت امس وتيرة الاتصالات الدبلوماسية بين القاهرة وغزة وتل ابيب استعدادا للمباحثات المرتقبة المقرر اجراؤها اليوم في منتجع شرم الشيخ المصري التي تبدأ بلقاء بين الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قبل ساعتين من وصول رئيس الحكومة الاسرائيلية المستقيل ايهود باراك لاجراء مباحثات مماثلة مع الرئيس المصري تدور كلها حول المقترحات الاميركية للسلام والردين الاسرائيلي والفلسطيني عليها.

وقالت مصدر دبلوماسي مصري لــ«الشرق الأوسط» ان زيارة عرفات جاءت بطلب شخصي. واشارت الى ان المباحثات تمهد لعقد قمة ثلاثية في نهاية اليوم تجمع مبارك وعرفات وباراك تجاوز الخلافات المثارة بين البلدين والتي يتركز معظمها حسب قول الدبلوماسي المصري على البند الخاص بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى اراضيهم.

وتوقع المصدر البحث عن مخرج لهذه القضية الشائكة.

واعتبر سفير مصر لدى اسرائيل محمد بسيوني طلب عرفات لقاء مبارك يهدف الى نقل تحفظات وتساؤلات فلسطينية حول بعض النقاط حتى يناقشها الرئيس مبارك مع باراك.

واوضح بسيوني في تصريحات لــ«الشرق الأوسط» ان كل جانب سينقل ردوده بعد ذلك الى الرئيس الاميركي بيل كلينتون وبناء على تلك الردود سيوجه دعوة للطرفين للاجتماع في واشنطن لتوقيع اتفاق سلام، لافتا الى ان ذلك يعني التوصل الى حلول لكل القضايا الخلافية.

وكانت الساعات القليلة الماضية قد شهدت اتصالات هاتفية عربية ودولية مكثفة لدعم الجهود الاميركية لاحراز اتفاق سلام. فأجرى الرئيس مبارك اتصالين هاتفيين مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ورئيس الوزراء الاسباني خوزيه ماريا ازنار بينما اجرى عرفات اتصالا هاتفيا مع الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي لاطلاعه على آخر التطورات.

وقال وزير الخارجية المصري عمرو موسى ان الرئيس مبارك هاتف عرفات وباراك. واجرى موسى اتصالا مع الدكتور نبيل شعث وزير التعاون الدولي الفلسطيني وعدد من وزراء خارجية الدول العربية والاوروبية في اطار المشاورات المصرية المكثفة لمتابعة الموقف ومحاولة ايحاء عملية السلام.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات للتلفزيون المصري ان القيادة الفلسطينية اجرت اتصالا مع الادارة الاميركية لطلب استفسارات وايضاحات حول افكار واشنطن للاتفاق النهائي، مشددا على ان أي اتفاق نهائي يجب ان يكون دقيقا ولا يترك اي شيء غامض ويكون على اساس خرائط محددة ولن يسمح فيها لاي خطأ تحت عامل الوقت وغيرها من العوامل، مشيرا الى ان القيادة الفلسطينية تنتظر هذه الايضاحات من الجانب الاميركي.

واضاف ان الرئيس عرفات سيرسل رسالة الى الرئيس الاميركي كلينتون يحدد فيها المبادئ العامة للموقف الفلسطيني في ما يتعلق بعملية السلام.

وقال عريقات ان الافكار الاميركية لم تتضمن في مجملها المطالب الفلسطينية التي ترتكز على قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة التي دخلت منظمة التحرير الفلسطينية على اساسها عملية السلام.

واكدت ان الموقف الفلسطيني لن يسمح بتجزئة القضايا النهائية ويريد اتفاقا حول كل القضايا (القدس ـ الحدود ـ المستوطنات ـ اللاجئين ـ المياه ـ الامن وغيرها).

وابلغ دبلوماسيون مصريون «الشرق الأوسط» ان واشنطن قررت ايفاد عدد من مسؤوليها الى القاهرة لحضور مداولات شرم الشيخ والمساهمة في تحريك الامور، وفي حين لم تكشف المصادر عن اسماء المسؤولين الاميركيين اكدت انهم سيظلون في المنطقة لمتابعة التطورات الجارية والتدخل لاحتواء اي خلاف وتفسير بعض نصوص الاتفاق الذي يقترحه الرئيس الاميركي للوضع النهائي على المسار الفلسطيني.

واكد الشيخ عكرمة صبري مفتي القدس ان المفترحات الاميركية لم تتغير في جوهرها عن سابقتها، مشيرا الى ان هناك نوعا من الالتفاف في الصيغة وفي «سبك» العبارات، معتبرا انها تركز على منح اسرائيل ومنح اليهود جزءا من المسجد الاقصى المبارك.

وشدد الشيخ عكرمة صبري في سياق مقابلة مع التلفزيون المصري على ان المسجد الاقصى المبارك هو للمسلمين وحدهم. واعرب عن رفضه للمقترحات الاميركية المتعلقة بالمسجد الاقصى وكذلك رفضه لتصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي شلومو بن عامي التي يقول فيها ان الفلسطينيين سيمنحون سيادة على سطح المسجد الاقصى المبارك وسطح الحرم الشريف.

واوضح في هذا الصدد ان الاسرائيليين يريدون باطن المسجد الاقصى وهذا امر مرفوض، مجددا تأكيده ان السيادة على المسجد الاقصى ليست للاسرائيليين.

ووصف الشيخ عكرمة اسرائيل بأنها سلطة محتلة لا علاقة لها بالمسجد الاقصى المبارك، مؤكدا انه لا يجوز ان يكون موضوع المسجد الاقصى موضع تفاوض لانه اسمى من هذه المفاوضات، مشددا على انه للمسلمين وحدهم. واكد ان «الموقف الفلسطيني الاستراتيجي واضح وانه لا تنازل عن ذرة تراب لليهود ولا لغيرهم».