بوش سيحصل على تأييد ديمقراطيي الكونجرس لإقرار برنامجه لإصلاح التعليم الأميركي

TT

سيأتي اول اختبار لادارة الرئيس الاميركي المنتخب جورج بوش (الابن) الجديدة مبكرا في مجال يدعي فيه خبرة خاصة وهو التعليم. وهذا المجال يمكن لبوش التحدث فيه بحماسة شديدة. فقد كان من بين نقاط نجاحه في الانتخابات سجله في تحسين التعليم في تكساس، ولاسيما بين الطلاب الفقراء والاقليات، ويؤكد بوش الان ان تطوير التعليم سيكون اول مقترحاته لدى وصوله الى البيت الابيض. واختار بوش مجالا يشتمل على عدد من الموضوعات الحساسة، مثل اذونات التعليم والاشراف الفيدرالي في مواجهة الاشراف المحلي، واختبارات الاداء في المدارس. ويذكر ان الديمقراطيين والجمهوريين دخلا في مواجهات متكررة في الكونجرس السابق حول التعليم، وفي النهاية فشلا في اعادة اقرار قانون فيدرالي اساسي يؤثرعلى تلاميذ المدارس في اميركا لاول مرة منذ 35 سنة. غير ان المراقبين يشيرون الى ظهور اجماع على ان استراتيجية بوش، قد تؤدي الى حرية اكثر وموارد اكبر للمدارس العامة، مقابل مزيد من محاسبة المدارس على النتائج، وهذه الاستراتيجية قد تحصل على دعم من الحزبين في الكونجرس الجديد. كما انها يمكن ان تفتح الباب لقطاع جديد من رجال الاعمال في مجال التعليم. فمع عودة رئيس جمهوري للبيت الابيض بدأت مؤسسات خاصة ورجال اعمال في نفض التراب عن مشاريع ومقترحات للاستفادة من سوق التعليم في الولايات المتحدة الذي تصل قيمته الى 740 مليار دولار. وكان الجمهوريون قد اعلنوا، في الماضي، ان على واشنطن ان تحد من دورها في مجال التعليم بخفض الانفاق، والغاء وزارة التعليم، او ترك مزيد من القرارات للولايات. الا ان بوش يسعى لزيادة الدور الحكومي، عن طريق مطالبة الولايات بقياس انجازات الطلاب كشرط للحصول على تمويل فيدرالي. ويلاحظ المراقبون ان استراتيجية بوش ترضي العديد من الديمقراطيين، لانها تركز على تحسين المدارس بالنسبة للاطفال الفقراء، وهو واحد من مجالتهم التقليدية. ويشير المراقبون الى ان وجود رئيس جمهوري يمكن ان يغير حسابات الحزب الجمهوري. فطبقا لطلب من بوش، تراجع الحزب الجمهوري عن نص يدعو الى الغاء وزارة التعليم في برنامج الحزب هذا العام. وذكر المعتدلون في الحزب ان اقترحات بوش لمزيد من المرونة على المستويات المحلية ستحظى بقبول العديد من المحافظين. الا ان المشكلة التي تواجه العديد من الديمقراطيين، واتحادات المدرسين التي تؤيدهم، هي امكانية استخدام التمويل الفيدرالي لدعم اذونات التعليم، وهو الامر الذي يمكن ان يؤدي سحب الموارد من المدارس العامة. وكان بوش خلال الحملة الانتخابية قد دعا الى تحويل الاموال الفيدرالية الى الاباء عندما لا يتحسن مستوى المدارس التي يتعلم فيها ابناؤهم. ويمكن للاباء استخدام تلك الاموال لالحاق ابنائهم بالتعليم الخاص او لتعويض تكلفة نقل ابنائهم الى مدارس اخرى، بما في ذلك مدارس خاص ومحلية. غير ان بوش، خلال اجتماعاته مع قيادات الكونجرس المعتدلة، قلل من اهمية كلمة اذونات، طبقا لرواية عدد من الحاضرين. وهذا يعني تجنب ما وصفه العديد من المعتدلين بـ«العلم الاحمر» في برنامج الرئيس المنتخب. وبالرغم من ذلك فإن انصار المزيد من الاختيارات يرون مزيدا من الفرص في ادارة بوش. فستحصل المدارس التي اجبرت على اظهار تحسينات على خدمات تعليمية جديدة، مثل تدريب المدرسين، على برامج علاجية او منح لادارة المدارس. ويستعد العديد من رجال الاعمال لتقديم تلك الخدمات. وذكرت جين آلان من مركز اصلاح التعليم: «ان ما نشاهده الان هو المطالبة بتغيرات ونتائج، فقد بدأ الناس في انشاء شركات، واستئجار شركات، والبحث تحت كل حجر». ويشير مكتب «ميريل لينش» للسمسرة في تقرير له ظهر في العام الماضي، الى ان الشركات الخاصة التي تمثل 10% من سوق التعليم البالغ 740 مليار دولار، بدأت في دخول سوق التعليم، فضلا عن ان فشل المدارس العامة يفتح الباب امام مزيد من فرص الاستثمار.

*خدمة «كريستيان ساينس مونيتور» ـ خاص بـ «الشرق الاوسط»