إرجاء تسلم بلقزيز أمانة منظمة المؤتمر الإسلامي بضعة أيام

العراقي أول أمين عام يترك المنظمة بدون عجز مالي

TT

كان مفترضاً أن يتولى الدكتور عبد الواحد بلقزيز اليوم، ادارة الملفات السياسية الساخنة، والاقتصادية، والثقافية الكبرى في منظمة المؤتمر الاسلامي كأمين عام «جديد» للمنظمة، خلفا لمواطنه الدكتور عز الدين العراقي.

إلاّ أنه طبقا لمصدر مطلع في منظمة المؤتمر الاسلامي سيتم تأجيل حفل الاستقبال وتبادل «العهدة الادارية» يومين او اكثر عن موعده المحدد اليوم، نظرا لارتباطات بلقزيز الاكاديمية كرئيس لجامعة محمد الخامس بالرباط.

واكد متحدث باسم الدكتور بلقزيز، ان الامين العام الجديد يعتزم اثارة روح الانجاز والتوافق بين الدول الـ52 الاعضاء، وتحريك المياه الراكدة في اهم الملفات السياسية المطروحة على طاولة عمله. وقال المتحدث في تصريح لـ«الشرق الاوسط» ان الامين العام الجديد يدرك تماما تركة الانجازات الواضحة التي خلفها سلفه عز الدين العراقي وهي مسجلة باسم الاخير دون منازع. مشددا على ان بلقزيز سيبني عليها الكثير من جهته.

وكانت دورة المجلس الوزاري للمؤتمر الاسلامي التي عقدت في العاصمة الاندونيسية كوالالمبور في يوليو (تموز) الماضي قد اقرت انتخاب الدكتور بلقزيز امينا عاما للمنظمة خلفا للعراقي.

ووصف مسؤول كبير في الامانة مرحلة العراقي بأنها كانت اشبه بـ«جبل الجليد المطمور في الماء» لا يظهر منه إلا العشر ـ يقصد نجاحات العراقي ـ في الاربع سنوات الماضية. وادان له بالفضل في بعث حياة انتاجية في مدته، وقيادة ثورة اصلاح داخلي، وابرزها تحويل العجز المالي والمديونية الداخلية للمنظمة الى اكتفاء، وهو الامين العام الوحيد منذ تأسيس المنظمة عام 1969، يغادر موقعه من دون وجود عجز مالي.

يذكر ان المنظمة عاشت فترات بالغة الحرج في ما يصف بأموال المنظمة ومرتبات طاقمها الوظيفي لعدة اشهر متتابعة. ويقول المسؤول ذاته لـ«الشرق الاوسط» ان القيادة السعودية كان لها دور كبير، عبر مبادرات ثمينة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، وولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز في الامر بحل الازمات المالية للمنظمة عدة مرات.

وحقق العراقي، طبقا للمصدر، عدالة منصفة في ما يتعلق بتعدد الجنسيات الاسلامية في الهيكل الاداري للمنظمة. في حين كانت هذه المناصب حكرا على ثلة من كبار الموظفين الذين اصبحوا مع تقادم السنين تجسيدا للادارة الكلاسيكية المترهلة، على حد تعبيره.

ويبقى من نجاحات العراقي في المنظمة، خلق علاقات وتعاون حقيقي مع التكتلات الدولية، مثل الامم المتحدة، ومنظمة دول عدم الانحياز، ودول الـ77، والجامعة العربية، وغيرها من المحافل الدولية، التي اصبح فيها للمنظمة صوتا مسموعا.