الراكب الذي كاد يسقط البوينغ 747 البريطانية كان تحت تأثير وهم أن شخصا مجهولا يلاحقه

TT

تبين ان الراكب المخبول الذي كاد يحطم طائرة جامبو بوينغ 747 تابعة للخطوط الجوية البريطانية بعدما سيطر على عصا القيادة، بالقرب من العاصمة الكينية نيروبي، سمح له بركوب الطائرة بعدما اكدت شرطة مطار جاتويك البريطاني انه قادر على السفر رغم اضطرابه واعتقاده بأنه ملاحق من قبل شخص مجهول.

وفي الوقت الذي بدأت فيه الخطوط الجوية البريطانية اعادة النظر في اجراءات الامن المتبعة على طائراتها، تبين ان الراكب الكيني بول كيفا موكوني البالغ من العمر 27 سنة كان مضطربا وهو ينتظر الطائرة المتجهة الى نيروبي، في مطار جاتويك لدرجة انه طلب احضار الشرطة. وقد تحدث اليه رجال الشرطة لمدة 10 دقائق ولكنهم قرروا انه قلق من ركوب الطائرة. وذكر متحدث باسم الخطوط الجوية البريطانية: «ان الشرطة اعتبرته مضطربا ولكنه قادر على السفر».

وبعد ساعات اندفع موكوني الذي كان يدرس في فرنسا الى قمرة قيادة الطائرة وهي من طراز بوينغ 747 وسحب عصا القيادة وهي تحلق على ارتفاع 35 الف قدم فوق السودان.

وقد تسببت تلك المحاولة في ترنح الطائرة وهبوطها نحو الارض، وكانت الطائرة على بعد عدة ثوان من كارثة محققة كان من الممكن قتل جميع ركابها الذين كان بينهم عدد من المشاهير.

الا ان طاقم الطائرة وراكباً من الركاب تمكنوا من السيطرة على المهاجم. وقد بدأ الاطباء في مستشفى نيروبي في فحص موكوني المحتجز تحت حراسة الشرطة. وقال الاطباء النفسيون انهم «يتعاملون مع رجل مريض للغاية». ولكنهم لا يعتقدون ان الهجوم كان متعمدا».

وذكر المحققون ان موكوني اشترى التذكرة من مكتب الخطوط الجوية البريطانية في ليون حيث طار الى بريطانيا لكي يلحق بالطائرة المتجهة الى كينيا في مطار جاتويك.

وقال المتحدث باسم الشركة ان علامات الاضطراب ظهرت عليه اثناء تخليص اجراءات السفر في المطار. ولم يلاحظ عليه العنف او الاضطراب، وهي الاشارات التي ترفض بمقتضاها شركات الطيران السماح للركاب بركوب الطائرات. الا ان حالته كانت سيئة لدرجة ان موظفي الشركة طلبوا اصطحابه الى ممر 54 في المطار حيث كانت الطائرة تستعد للاقلاع.

وقابله هناك موظف الشركة المسؤول عن ركوب جميع المسافرين للطائرة بسلامة. وطلب موكوني من الموظف طلب الشرطة.

وقالت الخطوط الجوية البريطانية ان الطلب اخذ على محمل الجد لان الموظفين عليهم ان يتصرفوا على وجه السرعة بخصوص اي شيء يتعلق بالامن. وقد وصلت الشرطة وبعد حديث قصير معه اعلنوا انه قادر على ركوب الطائرة. وقال متحدث باسم شرطة مقاطعة ساسكس انه عندما تحدث معه رجال الشرطة ادعى الرجل انه ملاحق من قبل شخص غير معروف، وعندما تأكد رجال الشرطة من عدم صحة ذلك سمحوا له بركوب الطائرة.

غير ان موكوني وهو متوسط البنية ويرتدي ملابس رياضية اندفع واثناء تحليق الطائرة فوق السودان بعد خمس ساعات ونصف الساعة من اقلاعها من مطار جاتويك نحو قمرة القيادة وهاجم الطيار المساعد، واوقف الطيار الآلي. وتمكن قائد الطائرة وليام هاغان (53 سنة) وهو طيار منذ اكثر من 30 سنة والضابط الاول ريتشارد ويب من السيطرة على موكوني بمساعدة عدد من الركاب.

وذكر روبرت ادام وهو خبير في شؤون الانترنت من مدينة نيويورك كان يجلس في القسم الامامي من الطائرة انه اعتقد في البداية ان الطائرة تعبر مطبات جوية الا انها بدأت في الاهتزار ومالت بشدة نحو اليسار ثم اندفعت نحو سطح الارض.

واضاف انه شاهد اثناء اهتزار الطائرة راكبين في الصف الاول يندفعان نحو قمرة القيادة. واضاف ان ذلك «جعلني عصبيا للغاية. كان هناك صراع عنيف. وسحب الراكبان بالاشتراك مع اثنين من الطيارين المساعدين موكوني الى خارج القمرة والقوا به على الارض ثم جلس ثلاثة ركاب فوقه. وخلال محاولة السيطرة موكوني حاول الضابط الاول فيل واستون البالغ من العمر 38 سنة السيطرة على الطائرة، ونجح طاقم الطائرة في السيطرة عليها وهبطت بسلام بعد ثلاث ساعات في نيروبي.

وقال مايك ستريت مدير خدمات الزبائن في الخطوط الجوية البريطانية ان «اطقامنا مدربون على التعامل مع كل المواقف بغض النظر عن ندرتها، وهذا التدريب وحرفيتهم ضمنت التصرف السريع في هذه الحادثة، نحن نفتخر بهم».

وقال ادم ان طاقم الطائرة قيدوا الراكب وربطوه في المقعد الذي وراءه، وانه كان يغمغم بكلمات غير مفهومة، «وعندما سألت المضيفة عما يقوله قالت انه يبدو مخبولا بعض الشيء وانه يبدو تحت العلاج». وقد اصيب 6 من الركاب من بينهم هاغان كابتن الطائرة الذي عولج من عضات في اذنه واصبعه، واثنان من افراد الطاقم. وعولج ثلاثة اخرون من اصابات بسيطة.

ووصفت سو كار هارتلي مدير التمريض بالمستشفى موكوني بأنه كان «عدوانيا للغاية عندما وصل للمستشفى، وكان يقاوم رجال الشرطة وانه تم حقنه بحقن مهدئة لدرجة الاغماء».

وفي الوقت ذاته طالب خبراء الامن بالطائرات بإجراءات مشددة للكشف عن الركاب المحتمل اثارتهم للاضطرابات ومنعهم من الوصول الى قمرة القيادة خلال الرحلة.