مقتل نجل الحاخام كاهانا وزوجته في هجوم فلسطيني مسلح بين رام الله ونابلس

المستوطنون يهددون بتسيير دوريات مسلحة في طرقات الضفة

TT

شهدت الضفة الغربية تصعيداً كبيراً في المواجهات، على نطاق جنود الاحتلال والمستوطنين من جهة والشرطة الفلسطينية وناشطي المقاومة من «فتح» والمعارضة من جهة أخرى. وكان من أبرزها إقدام جنود الاحتلال على اغتيال أمين سر «فتح» في طولكرم ثابت ثابت وقتل زعيم عصابة كاهانا اليهودية المتطرفة، بنيامين زئيف كاهانا وزوجته.

ووقع هذان الحادثان، أمس، وسط موجة مواجهات في مختلف المناطق سبقت وقوعهما وتصاعدت بشكل خطير بعد ذلك.

وكانت عملية قتل كاهانا قد نفذت في الصباح، قبل ساعتين من اغتيال ثابت. ففي طريقه إلى القدس من مستوطنة «تبواح» التي يعيش فيها (على الطريق ما بين رام الله ونابلس) وعند وصول سيارته إلى شارع الطيبة ـ عين يبرود، أطلق الرصاص بكثافة باتجاهه، فقتل هو وزوجته على الفور. وأصيبت خمس من بناته بجروح، إحداهن جراحها خطرة، واثنتان جراحهما متوسطة والباقيتان جراحهما خفيفة ونجا ابنه الذي كان قد غادر السيارة قرب مستوطنة عوفرا (بجوار رام الله) قبل دقائق من الحادث.

من جهة ثانية أعلن المستوطنون في الضفة الغربية وقطاع غزة، أمس، انهم سيبدأون من صباح اليوم تسيير دوريات مسلحة في الشوارع «لمنع الفلسطينيين الإرهابيين من السيطرة» لكنهم في الواقع بدأوا في تفعيل هذه الدوريات منذ ظهيرة أمس، فراحوا يطلقون الرصاص على السيارات والبيوت الفلسطينية في عدة مناطق خصوصاً شارع رام الله ـ نابلس ومفارق الطرقات فيه. واعتدوا على عدد من المزارعين الفلسطينيين في منطقة نابلس. واحتل عدد من المستوطنين من «راحيل» أرضاً يفلحها الفلسطينيون من مخيمي اللاجئين الجلزون وعسكر ـ قرب رام الله ـ وأعلنوا أنهم سيقيمون مستوطنة يهودية جديدة هنا تدعى كاهانا.

وأعلن أثنان من قادة عصابة كاهانا الإرهابية (المحظورة حسب القانون الإسرائيلي)، هما باروخ مارزل وثيفان بولاك، إن عصابتهما ستنتقم لمقتل كاهانا وزوجته وإصابة أطفاله الخمسة وقريباً جداً. وقاما بتحميل حكومة إسرائيل وشرطتها ومخابراتها مسؤولية هذا القتل، «فهم يلاحقوننا ويهدرون دماءنا ويصادرون أسلحتنا حتى يفتك بنا العرب».

واعتدى عدد من أفراد هذه العصابة وغيرها من المتطرفين اليهود على العرب في كل مكان يلتقونهم فيه. فهاجموا سوق الخضار في قلب مدينة الخليل وقلبوا العربات وضربوا عدداً من التجار بالعصي وراحوا يرشون الغاز المسيل للدموع على وجوه المارة. واعتدوا على حراس الحرم الإبراهيمي، وأصابوا اثنين منهم بجراح وكسور، وأطلقوا الرصاص على المواطنين في خربة الثوانة شرق يطا.

وتبادل الإسرائيليون والفلسطينيون، الاتهامات بالكلمات نفسها «دولة إرهاب» إثر تلك الحوادث. فالفلسطينيون يؤكدون أن الممارسات الاحتلالية ضدهم لا تلائم تصرفات دولة، كما قال نبيل أبو ردينة، مستشار الرئيس الفلسطيني، في تصريح لإذاعة «صوت فلسطين» أمس، ووصفها بأنها ملائمة لعصابة إرهاب. فيما أعلن رئيس المخابرات العامة في إسرائيل، آفي دفتر، خلال جلسة الحكومة أمس، ان السلطة الفلسطينية تتصرف على أنها دولة إرهاب، منذ ثلاثة أشهر. وقال في رسالة قرئت خلال جلسة سرية للحكومة، الأسبوع الماضي، إن أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين ينبغي أن يأخذ بالاعتبار هذه الحقيقة.

وجدير بالذكر أن المخابرات الإسرائيلية قلقة بشكل خاص من نشاطات قوى اليمين اليهودية داخل إسرائيل نفسها، خصوصاً عشية الانتخابات القريبة لرئاسة الحكومة في 6 فبراير (شباط) المقبل. وهناك تحذيرات جدية من القيام بعمليات اغتيال سياسية.