319 اتهاما ضد 21 شخصا على رأسهم بن لادن في محاكمة تفجيرات أفريقيا الأربعاء

TT

تبدأ يوم الاربعاء المقبل محاكمة ما تعتقده الادارة الاميركية شبكة عالمية من المتطرفين بقيادة اسامة بن لادن في نيويورك. وسيبدأ اختيار هيئة المحلفين في محاكمة اربعة اشخاص معتقلين من رجال بن لادن اتهموا بالتآمر لنسف سفارتي الولايات المتحدة في كل من نيروبي ودار السلام عام 1998 و«قتل الاميركيين في اي مكان من العالم» وبالرغم من ان بن لادن بعيد عن متناول اجهزة الامن الاميركية حيث يعيش وسط جبال افغانستان، فإن المحاكمة تمثل اول عملية لوزارة العدل الاميركية ضد البنية الاساسية لجماعة بن لادن منذ حددت بن لادن ومنظمة «القاعدة» التي يترأسها باعتبارها اكبر تهديد ارهابي يواجه البلاد بعد نسف السفارتين. واوضح روبرت بليتزر وهو مسؤول سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالية متخصص في مكافحة الارهاب انه «من حيث الاهمية، هذه اول قضية نتمكن من توجيه الاتهام، ونأمل في ادانة، اعضاء جماعته. وتضم المجموعة التي سيتم محاكمتها في المحكمة الجزئية في مانهاتن مواطنا اميركي الجنسية هو وديع الحاج وثلاثة اجانب تم القبض عليهم في الخارج هم: خلفان خميس محمد ومحمد صادق عودة ومحمد راشد داوود العوهلي.

وكان الحاج وهو مدير لمخزن لبيع اطارات السيارات في ارلينغتون في ولاية تكساس قد عمل حسب ملف الاتهام الاميركي كسكرتير خاص لبن لادن في السودان ويشتبه في انه شكل خلية للقاعدة في نيروبي قبل العودة للولايات المتحدة في عام 1997 مع زوجته الاميركية واطفاله السبعة.

وبالرغم من انه متهم بالتآمر لقتل الاميركيين باعتباره عضوا عاملا في تنظيم القاعدة، فإنه لم يتهم بالقتل في عملية تفجير السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام، التي قتل فيها 224 شخصا من بينهم 12 اميركيا واصيب 4600 شخص بجراح.

أما خلفان خميس محمد فهو مواطن تنزاني في العشرينات من عمره متهم بالقتل والتآمر. ويمكن الحكم عليه بالاعدام اذا ثبتت ادانته بالتآمر على تفجير السفارة الاميركية في دار السلام، وطحن الديناميت في بيت آمن للقاعدة وركوب سيارة النقل التي حملت الشحنة الناسفة لمسافة من الطريق.

اما العوهلي فهو مواطن يمني ومتهم ايضا بالتآمر والقتل ويمكن ان يواجه هو الاخر حكم الاعدام. وهو متهم بركوب الشاحنة التي حملت الشحنة المتفجرة الى السفارة الاميركية في نيروبي لمسافة من الطريق والقاء قنابل صوتية قبل ان يقفز من الشاحنة.

وبالنسبة لعودة فهو فلسطيني من مواليد الاردن، متهم ايضا بالقتل والتآمر في نسف السفارتين. ولم يطلب المدعون حكم الاعدام، لاحتمال ان عودة غادر نيروبي في الليلة السابقة على نسف السفارة الى باكستان حيث تم القبض عليه.

والجدير بالذكر ان الاربعة من بين 21 متهما من بينهم بن لادن، وجهت لهم الحكومة الفيدرالية 319 اتهاما. وذكر المدعون ان المتهمين هم جزء من حملة اصولية ضد المصالح الاميركية. ويوجد 12 متهما بالاضافة الى بن لادن غير مقبوض عليهم. وهناك ثلاثة يقاومون محاولات الترحيل من بريطانيا، وخمسة تحت الحجز من بينهم الاربعة الذين ستتم محاكمتهم.

وذكر المدعون ان عملية اختيار الملحفين يمكن ان تستغرق شهرا، بينما يتوقعون ان تستمر المحاكمة من تسعة اشهر الى سنة.

وفي شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي طعن ممدوح محمود سالم المتهم الخامس في القضية المحتجز في مركز متروبوليتان الاصلاحي في مانهاتن، ضابط في السجن في عينيه في اطار ما ذكرت السلطات انه مؤامرة لاحتجاز رهائن في السجن.

وقد وجهت اليه تهمة محاولة القتل والاعتداء وسيحاكم بتلك التهم في وقت ما من العام القادم قبل ان يحاكم بتهم ارهابية باعتباره عضوا رئاسيا في تنظيم القاعدة. وكان متهم سابق في القضية وهو علي محمد، قد اعترف، في شهر اكتوبر (تشرين الاول) الماضي بالتهم المنسوبة اليه ووافق على التعاون مع المدعين. ومن المتوقع ان يصبح محمد وهو ضابط جيش مصري سابق هاجر للولايات المتحدة واصبح سيرجنت في الجيش الاميركي، شاهد ادعاء اساسي في القضية. ومنذ توجيه الاتهام الى بن لادن في اواخر عام 1998 اضافت الحكومة العديد من المتهمين الى القضية وكان اعضاء هيئات تطبيق القوانين واجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة قد اعلنوا عزمهم على العثور على كل المتهمين في حادث نسف السفارتين ومحاكمتهم. ويبدو ان اضافة خمسة متهمين جدد للقضية لها علاقة بتعاون محمد.

وبالرغم من ان الادلة التي تربط بن لادن بحادث السفارتين هي ادلة ظرفية فإن المسؤوليين الحكومين قالوا ان التنصت على وسائل الاتصال ساعدت المتهمين على ان بن لادن هو امير القاعدة.

وذكرت عريضة الدعوة ان التنصت الاليكتروني من اجهزة الاستخبارات الاميركية تشير الى ان العوهلي اتصل هاتفيا باليمن وتحدث الى اعضاء القاعدة قبل وبعد مشاركته في حادث سفارة نيروبي.

وبعد يوم من اخر حديث له في اليمن، اتصل اعضاء القاعدة في اليمن مكالمة اخرى من هاتف عن طريق الاقمار الصناعية يعتقد انه مملوك لبن لادن في افغانستان.

خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»