طهران: ا.ف.ب في الوقت الذي اعلن فيه وزير الداخلية الايراني عبد الواحد موسوي لاري رفض بلاده لمطلب الامارات باستعادة الجزر الثلاث في الخليج قالت مصادر اماراتية امس، ان على طهران ان تتعود من الان وصاعدا على التعامل مع ملف قضية الجزر الاماراتية الثلاث التي تحتلها ايران ضمن الاطار الخليجي، وذلك بعد ان اصبحت هذه القضية من محددات السياسة التي تنتهجها دول مجلس التعاون في تعاملها مع ايران.
وقالت المصادر في تعليق على ما ورد على لسان وزير الداخلية الايراني عبد الواحد موسوي بشأن الجزر امس، ان الاصرار الايراني على ادعاء السيادة على الجزر الاماراتية الثلاث، ليس جديدا، وان اي تصريحات بهذا الشأن لا تكسب الاحتلال الذي تم بالقوة العسكرية صفة الشرعية.
وحول دعوة الوزير الايراني للامارات لعدم التأثر بالحملة الاعلامية الجارية، قالت المصادر ان مطالبة الامارات باستعادة سيادتها على الجزر الثلاث ليست مطالبة سياسية بل هي مطالبة تستند الى الشرعية الدولية والقوانين والوثائق التاريخية، وبالتالي فان هذه المطالبة مطالبة ثابتة وليست نتاج حالة اعلامية او سياسية طارئة.
وذكرت المصادر ان ادعاء ايران حرصها على مد يد الصداقة واقامة علاقات حسن جوار لا يمكن ان تكون لها اي مصداقية طالما ان طهران تنتهك حقوق جيرانها وتصر على استمرار احتلالها العسكري للجزر الثلاث وترفض اي مسعى سلمي لايجاد تسوية شاملة وعادلة للمشكلة.
واضافت كيف يمكن ان تكون هناك علاقات صداقة وحسن جوار في ظل استمرار الاحتلال، مشيرة الى ان موقف دول مجلس التعاون من حقوق الامارات في الجزر الثلاث لا تمليه الاعتبارات القومية والاخوية التي تربط دول المجلس، بل لان هذا الاحتلال يتنافى مع متطلبات الاستقرار والامن الاقليمي، وهو امر لا يشكل مطلبا للامارات فقط بل حاجة لجميع دول المنطقة.
واكدت المصادر ان الطبيعة العسكرية للاحتلال الايراني للجزر الثلاث تؤكده المناورات العسكرية التي تجريها ايران سنويا في الجزر، كما تؤكده الانشاءات والاستحكامات العسكرية التي تقوم بها ايران في الجزر المحتلة.
وكرر موسوي لاري امس رفض بلاده مطلب دولة الامارات باستعادة سيادتها على جزرها الثلاث التي احتلتها ايران منذ 30 عاما وقال إن بلاده «لن تتخلى عن شبر واحد من أراضيها». واضاف الوزير في مؤتمر صحافي عقده في طهران «أقترح على القادة الاماراتيين عدم التأثر بالحملة الإعلامية الجارية لأن إيران لن تتخلى عن شبر واحد من أراضيها».
وجاءت تصريحات الوزير الإيراني رداً على الموقف المؤيد للإمارات الذي صدر الأحد الماضي عن قمة مجلس التعاون الخليجي في المنامة. وأضاف موسوي لاري «نمد اليد الى الذي يريد اقامة علاقات صداقة وحسن جوار معنا الا اننا لن نقدم ابدا تنازلات في ما يتعلق بالارض».
وكانت طهران قد اعتبرت أول من أمس دعم قمة المنامة للامارات «غير مقبول ومؤسف» مؤكدة أن جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى «جزء لا يتجزأ من الأراضي الايرانية وستبقى كذلك إلى الابد».