بوتفليقة ينفي وجود مبادرة جزائرية بالسودان والبشير يتطلع لعلاقات أفضل مع واشنطن

TT

قال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إنه لا يحمل مبادرة جزائرية جديدة لحل الأزمة السودانية. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس السوداني عمر البشير قبيل مغادرته الخرطوم ان ما يقوم به السودان تجاه مبادرتي «الإيقاد» و«المصرية ـ الليبية» المشتركة والجهود الإريترية كاف.

وأضاف أن الجزائر ستقف إلى جانب السودان في دفاعه عن وحدته وحماية أراضيه ولكن لا بد من تصالح كل السودانيين ليعود السودان قلعة شامخة في أفريقيا والمنطقة العربية. وشدد بوتفليقة على أن الجزائر ضد الانفصالات في أفريقيا. وقال لقد وقفنا ضد محاولات الانفصال في نيجيريا والكونغو ونحن نتابع الموقف في السودان باهتمام بالغ ونقدم النصح إلى الاخوة في الحكومة والمعارضة لرص الصفوف لأنه إذا زادت الفرقة فإن كلاهما سيحصد القليل مما يجود به هذا البلد.

وفي بادرة لافتة حيا بوتفليقة بشكل خاص الدكتور منصور خالد المستشار السياسي للحركة الشعبية التي يقودها العقيد جون قرنق. وقال: تربطني علاقات جيدة مع منصور وغيره من الزعماء السودانيين منذ الستينات وهم حكماء ولا نشكك في وطنيتهم.

وتطرق بوتفليقة إلى العلاقات بين البلدين وقال لقد تم بحث تطويرها في كل المجالات بلا استثناء ولا شائبة بيننا الآن. وهاجم بوتفليقة ظاهرة التطرف الديني في السودان والجزائر ووصفها بأنها أفرزت عدم استقرار في البلدين. وقال إن الذين استخدموا العنف باسم الإسلام وفي شهر رمضان لا مكان لهم عند الله والشعب، وان اللجوء للعنف لإيصال الرأي ليس من الإسلام في شيء والوصول إلى السلطة لا يمكن أن يتم عبر العنف ولكن باللجوء إلى الديمقراطية.

ومن جانبه أكد البشير في المؤتمر الصحافي ترحيب السودان بالجهود التي يقوم بها الرئيس الجزائري وموقفه المتميز بالدفاع عن السودان في المحافل الإقليمية والدولية، «وأننا نثق في أنه سيسخر علاقاته مع رموز المعارضة السودانية لصالح استقرار ووحدة السودان». ورداً على أسئلة الصحافيين قال البشير: نتطلع إلى علاقات أفضل مع الولايات المتحدة في ظل الإدارة الجديدة ولا نحملها أخطاء الإدارة السابقة التي تسببت في تأزيم العلاقات بين البلدين وتشددت تجاه السودان. وأوضح البشير بوصفه رئيساً للإيقاد لهذه الدورة، بأن مبادرة «الإيقاد» لحل مشكلة الجنوب مستمرة، وأن اجتماع شركاء «إيقاد» في روما إذا قرر رفع يده عن دعم المنظمة فإن ذلك لا يعني توقف المبادرة.

وفي بيان ختامي ندد الرئيسان: البشير وبوتفليقة بشدة بالسياسة العدوانية الإسرائيلية ضد أبناء الانتفاضة، وطالبا المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية الشعب الفلسطيني. وأضاف البيان أنهما أكدا تمسكهما ووقوفهما إلى جانب الحق العربي لاسترجاع كافة الأراضي التي احتلتها إسرائيل ومطالبتها بالانسحاب غير المشروط من الجولان العربي السوري إلى حدود الرابع من يونيو (حزيران) 67 ومن الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحت الاحتلال.

ودعا الرئيسان دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية لإيجاد تسوية سلمية نهائية عن طريق التفاوض أو التحكيم حول الجزر الثلاث المتنازع عليها. وقال البيان إن الرئيسين أكدا دعمهما للمخطط الأممي الرامي إلى تنظيم استفتاء حر ونزيه في الصحراء الغربية، ودعوا إلى الإسراع بتنفيذه.

وقال البيان وهو يتحدث عن أفريقيا ان الرئيسين أكدا على عدم التدخل في الشؤون الداخلية والالتزام بحسن الجوار واحترامه كأهم متطلبات الاستقرار والسلام في المنطقة، وأن الرئيس بوتفليقة أعرب عن تقديره لنهج السودان في التعامل مع جيرانه بما يحقق التعاون الإقليمي المنشود.