الجيش الجمهوري يتهم لندن بعرقلة السلام في آيرلندا

TT

لندن ـ رويترز: اتهم الجيش الجمهوري الايرلندي امس بريطانيا بعرقلة عملية احلال السلام في ايرلندا الشمالية. لكنه قال انه ما زال ملتزما بالتوصل الى حل لمسألة تحييد اسلحة الجماعات المسلحة الايرلندية. والمح في بيان بمناسبة العام الجديد الى انه لن يمكن تحقيق مزيد من التقدم في مسألة الاسلحة، الى ان يخفف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مخاوف الكاثوليك بشان مستقبل حفظ الامن في الاقليم، والوجود العسكري البريطاني.

وقال الجيش الجمهوري الذي انضم الى جماعات مسلحة اخرى في التقيد بوقف لاطلاق النار، مع محاولة الساسة التوصل الى سلام دائم، انه أوفى بجميع التعهدات التي قطعها على نفسه. واضاف ان قيادة الجيش: «اتخذت في الاونة الاخيرة عددا من المبادرات غير المسبوقة لتعزيز جميع الجهود الحقيقية لاحلال سلام عادل ودائم،لكن الحكومة البريطانية فشلت في اقتناص الفرصة التي اوجدتها هذه المبادرات».

واكد البيان: «ان قيادة الجيش الجمهوري الايرلندي ملتزمة بحل مسالة الاسلحة، ولكن هذه المسألة لن تحل ما لم يأخذ رئيس الوزراء البريطاني على عاتقه المسؤولية السياسية عنها». واشار الى ان زيارة الرئيس الاميركي بيل كلينتون لايرلندا الشمالية الشهر الماضي لم تسفر حتى الان عن تحقيق اي قوة دفع جديدة.

وكان الجيش الجمهوري الايرلندي قد عرض في العام الماضي بدء اجراءات نحو وضع اسلحته خارج الاستخدام، والسماح لمراقبين مستقلين بتفقد مستودعاته للاسلحة. لكن كثيرين من الساسة البروتستانت يقولون انهم يريدون ان يروا مزيدا من الادلة، بينها نزع سلاح كامل لاثبات صدق نوايا الجيش الجمهوري في السلام، بعد ثلاثة عقود من الصراع الطائفي قتل فيها 3600 شخص.

وحذر حزب اولستر الوحدوي، وهو الجماعة السياسية الرئيسية للبروتستانت ،من ان استمرار وجوده في هيئة تنفيذية هشة تتقاسم السلطة مع الشين فين، الحليف السياسي للجيش الجمهوري الايرلندي، مشروط بتحقيق تقدم في مسألة اسلحة الجمهوريين. لكن الساسة الكاثوليك يقولون ان الاصلاحات المقترح ادخالها على الشرطة التي يهيمن عليها البروتستانت في ايرلندا الشمالية غير كافية لطمأنة الكاثوليك في الاقليم. ويريدون ايضا ان تقدم بريطانيا مزيدا من التعهدات لخفض وجودها العسكري في آيرلندا الشمالية. ويدور نزاع منذ فترة طويلة بين السياسيين من البروتستانت الذين يشكلون الغالبية في الاقليم، ومن الاقلية الكاثوليكية بشأن كيفية ضمان وضع اسلحة الجماعات المسلحة خارج الاستخدام بشكل دائم. ويبرز بيان الجيش الجمهوري المشكلات التي تواجه بريطانيا وجمهورية ايرلندا،وهما راعيا اتفاق الجمعة الحزينة لعام 1998 للسلام في الاقليم، مع محاولتهما اقناع الساسة البروتستانت والكاثوليك بانهاء النزاع.