باراك يدافع عن سياسة التصفيات المتبعة ضد القادة الفلسطينيين

المخابرات الإسرائيلية تزعم أن «فتح» أقامت وحدة لقتل قادة إسرائيليين

TT

في اول تصريح من نوعه لرئيس حكومة اسرائيلية اعترف ايهود باراك، امس، بشكل غير مباشر بان اجهزته الامنية تمارس سياسة تصفيات جسدية ضد عدد من كبار القادة الفلسطينيين المدنيين من حركة «فتح» ومن المعارضة الاسلامية. وقال «ان ما يجري على الساحة هو حرب عسكرية بكل معنى الكلمة، مع تنظيمات ارهابية مسلحة. ولن نتردد في عمل اي شيء لقطع دابر الارهاب».

وكان باراك يتحدث في اجتماع لجنة الخارجية والامن في الكنيست، وحين انتقد عدد من المتكلمين سياسة التصفيات تلك وقالوا انها لا تلائم دولة ديمقراطية، رد باراك بغضب ان «الارهابيين لا يفهمون لغة اخرى». واكد ان قواته ستواصل سياسة التصفيات هذه وغيرها حتى تتوقف عملياتهم.

ويذكر ان قيادة الجيش والمخابرات العامة والاستخبارات العسكرية، تقوم، منذ الشهر الثاني لانتفاضة الاقصى، بتغذية غرائز الانتقام وسياسة التصفيات، بواسطة خلق اجواء مشحونة ضد السلطة الوطنية ورئيسها عرفات شخصيا بالوقوف وراء العمليات العسكرية داخل اسرائيل وضد الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة. فروجت بان عرفات اعطى الضوء الاخضر للعمليات الارهابية حينما اخلى سبيل المعتقلين من قادة «حماس» و«الجهاد الاسلامي» واقام «اللجنة الوطنية الاسلامية العليا للانتفاضة». ونظم العديد من النشاطات المشتركة.

وفي الآونة الاخيرة يشحن العسكريون الاسرائيليون هذه الاجواء بالمزيد من «التقارير» و«المعلومات» عن اوامر مباشرة من عرفات للقيام بعمليات عسكرية داخل اسرائيل «شرط ان لا يترك مقاتلوه من شبيبة «فتح» وحتى من افراد اجهزة الامن الرسمية اية آثار لعملياتهم».

ونشرت صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية، امس، تقريرا نقلته عن احد كبار المسؤولين في المخابرات يقول فيه ان «فتح» شكلت وحدة عسكرية خاصة للقيام بعمليات تصفية جسدية ضد مسؤولين اسرائيليين، ردا على عمليات التصفية ضد قادتها. وقال ان هذه الوحدة اعطيت مهمات محددة ويتم تدريب افرادها ايضا على عمليات انتحارية.

وذكرت عناصر عسكرية اخرى ان عرفات توصل الى قناعة بان السبيل الوحيد لتحقيق اهدافه في الاستقلال هو «الطريقة اللبنانية» او «لبننة» الاراضي الفلسطينية. وقال احد الخبراء العسكريين محللا: «.. منذ ان نفذ باراك وعده بالانسحاب المهرول من لبنان، وعرفات لا يغمض له جفن. فهو يقول في نفسه، وذكر ذلك عدة مرات في لقاءات مع مسؤولين اميركيين واوروبيين وحتى اسرائيليين»، ان حزب الله ليس اقدر منا على المقاومة. بل نحن الذين علمناه كيف يقاتل. واسرائيل لا تفهم الا لغة القوة. فلماذا لا نشعل الارض تحت اقدام رجالها وغيرهم على الرحيل المهرول من اراضينا». ولهذا نراه يأمر رجالاته بمواصلة الحرب وتصعيدها. فهو لا يريد الهدوء. ليس من مصلحته الهدوء. وعندما نراه يفشل في انزال الجماهير الى الشوارع لينتفضوا ضدنا، يعطي اوامره بتصعيد عمليات اطلاق النار باتجاه قواتنا والمستوطنين».

وكما هو معروف، فانه في ظل هذه الاجواء التي يثيرها العسكريون، وتؤثر على السياسيين ايضا، تتخذ القرارات العصبية لمزيد من القمع والخنق الميداني ضد الفلسطينيين. وقد قررت رئاسة اركان الجيش الاسرائليلي، فجر امس، عدة اجراءات جديدة بدعوى الرد على الانفجار في نتانيا، منها: فرض حصار مزدوج على المناطق الفلسطينية (حصار شامل على الضفة الغربية، وحصارات اخرى تسمى «الطوق» على كل مدينة وقرية فلسطينينة بداخلها، بحيث يحظر دخول او خروج الفلسطينيين بتاتا الى ومن بلداتهم، والقيام بحملات اعتقالات واسعة بهدف التنكيل والتعذيب والحصول على معلومات، واغلاق مطار غزة الدولي والممرات الخارجية (بين فلسطين ومصر وفلسطين والاردن)، ومنع دخول شاحنات التموين ومنع خروج الصادرات الفلسطينية والغاء تصاريح العمل ومنع القادة الفلسطينيين من الدرجة الاولى من التحرك داخل اسرائيل او مغادرة الاراضي الفلسطينية.