بري الخارج من صمته حيال بكركي: أسيء فهم مبادرتي وهدفها التلاحم اللبناني

TT

خرج رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري امس من صمته بعد الضجة التي اثيرت حول المبادرة التي كان اطلقها في اتجاه البطريركية المارونية لتقريب وجهات النظر بينها وبين القيادة السورية وما رافقها من نفي سوري رسمي عبر «الشرق الأوسط» اي تكليف لبري بمبادرة من هذا النوع.

وقال بري رداً على سؤال خلال استقباله الصحافيين المعتمدين في مجلس النواب: «ان روحية مبادرتي قائمة بين اللبنانيين، وهذا هو المهم. ولقد كان هدفي من وراء هذه المبادرة التي اطلقتها في اتجاه بكركي (مقر البطريركية المارونية) هو هذا التلاحم اللبناني ـ اللبناني المستمر والتنسيق والتعاون المستمران بين لبنان وسورية».

واضاف بري: «لقد اسيء فهم المبادرة وقيل عنها الكثير. قيل انها ضد فخامة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود وضد سورية وضد بكركي. وتبين انها لمصلحة الجميع من دون استثناء وان هدفها كان لمصلحة لبنان وسورية ومصلحة جميع اللبنانيين في آن واحد. ومنذ ذلك الحين وروحية هذه المبادرة مستمرة. وان اللقاءات التي عقدت بعدها اكدت ذلك. اما ما يقال عن تناقض بيني وبين فخامة الرئيس لحود او بيني وبين دولة الرئيس رفيق الحريري فهو غير موجود على الاطلاق». ورداً على سؤال آخر قال بري: «لقد حصلت اتصالات اثناء الاعياد بيني وبين بكركي. وان الاتصالات لم تنقطع مع بكركي».

ورداً على سؤال حول حصر الاتصالات السياسية مع سورية بالرئيس لحود، قال بري: «ان فخامة الرئيس لحود هو رئيس البلاد. وشيء طبيعي ومن ضمن فصل السلطات وتوازنها وتعاونها ان يتولى مهماته سواء مع سورية او مع غير سورية. ولا مشكلة في ذلك».

ووصف بري الاجواء الداخلية على الساحة اللبنانية بأنها «جيدة جداًَ» ملاحظاً انه «لم يعد هناك ما نسمعه من تباينات وتناقضات».

ورداً على سؤال حول التطورات الاقليمية وما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة ومدى انعكاس ذلك على لبنان قال بري: «نحن في لبنان لسنا جزيرة. ونحن جزء من العالم العربي ولا ننسى ان اول ابتلاءاتنا حصل عندما وقّع اتفاق كمب ديفيد (بين مصر واسرائيل). وان كل اتفاق منقوص يؤثر على لبنان. ولذلك كنا دائماً نطالب بالسلام العادل والشامل، ولا نريد ان ندفع ثمن اي اتفاق منقوص».

وكرر بري التأكيد «ان ما يحصل على المسار الفلسطيني ـ الاسرائيلي هو بمثابة فيلم اميركي طويل هدفه انجاح (في الانتخابات الاسرائيلية) ايهود باراك الذي عبر عن ذلك بزلة لسانه وقوله: اما انا او الحرب. من هنا علينا ان نتابع التطورات الاقليمية ولا نريد ان نحكم عليها من الآن، وان كانت الادارة الاميركية لم تشجعنا كثيراً بالنسبة للتغيير نظراً لمواقفها السابقة المنحازة مع اسرائيل».

وكرر بري التأكيد «ان رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هو موضع اجماع بين اللبنانيين، وايضا بين اللبنانيين والفلسطينيين». وقال: «ان الاهم من ذلك هو المظلة السورية التي تقف الى جانب لبنان ضد التوطين». واستغرب عدم صدور اي موقف عربي يدين او يستنكر اقدام اسرائيل على قتل هلال الحاج احد قادة كشافة الرسالة الاسلامية (التابعة لحركة «امل») «بينما قامت الدنيا ولم تقعد عندما اسر الاخوة في حزب الله الجنود الاسرائيليين الثلاثة لمبادلتهم بالمعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية».

وكان بري استقبل مساء امس رئيس الحكومة رفيق الحريري وعرض معه آخر التطورات السياسية، المحلية والاقليمية والدولية.