شهد الجنوب اللبناني امس تطورات امنية لافتة تمثلت في اقدام مجموعة مسلحة، يعتقد انها فلسطينية، على قصف موقع اسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بمدفع هاون ضبطه الجيش اللبناني لاحقاً وتبين ان عليه بطاقات تعريف وكتابات عبرية.
وكان مسلحون يستقلون سيارة مدنية قد توقفوا في منطقة حلتا اللبنانية وانزلوا مدفع هاون اطلقوا منه قذائف عدة في اتجاه جبل الروس في مزارع شبعا المحتلة ثم توجهوا الى جهة مجهولة.
وافادت مصادر امنية لبنانية ان عشرات القذائف الاسرائيلية من عيارات مختلفة استهدفت لاحقاً الاراضي اللبنانية في خراج بلدة شبعا وصولاً حتى مرتفعات كفرشوبا. وشمل القصف بركة عزرائيل ومزارع بسطرة وحلتا والتبن.
وسمع دوي القصف بوضوح في المنطقة، مما اثار المخاوف في اوساط سكان القرى المجاورة خصوصاً بعد تدخل الطيران المروحي الاسرائيلي الذي مشّط المنطقة بالرشاشات الثقيلة.
وذكرت الاذاعة الاسرائيلية نقلاً عن مصادر عسكرية في قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي، ان القصف المدفعي على مناطق لبنانية جاء رداً على استهداف موقع هاردوف التابع للجيش الاسرائيلي عند الحدود مع لبنان. واشارت الاذاعة الى سقوط اكثر من عشر قذائف هاون على الموقع من دون ان تسفر عن وقوع اصابات في صفوف عناصره.
وحمّلت المصادر العسكرية الاسرائيلية الحكومة اللبنانية مسؤولية ما جرى «لانها ترفض ارسال الجيش اللبناني لضبط الوضع على الحدود». وقالت المصادر: «ان الوضع مرشح للتدهور. وهذا الحادث لن يكون الاخير في ظل اطلاق النار ورشق الحجارة».
ونفذت القوة الامنية المشتركة، المؤلفة من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي والمنوط بها الامن في المناطق التي انسحبت منها اسرائيل في مايو (ايار) الماضي، تدابير امنية مشددة في المنطقة واقامت حواجز متنقلة. وتمكنت من ضبط المدفع المستعمل وعليه كتابات عبرية.
واصدرت وزارة الداخلية اللبنانية بصفتها المسؤولة عن القوة الامنية بياناً قالت فيه: «ذكرت اذاعة العدو ان عدداً من قذائف الهاون اطلقت صباح اليوم (امس) من الاراضي اللبنانية باتجاه منطقة جبل الروس ـ في مزارع شبعا المحتلة. وقد تمكنت القوى الامنية اللبنانية من العثور على الهاون المستعمل وهو من عيار 81 ملم وبجانبه عدد من الغلافات العائدة للقذائف المستعملة وعليها كتابات باللغة العبرية في محلة حلتا داخل الاراضي الجنوبية المحررة، مما يثير الشكوك حول الجهة التي تقف وراء اطلاق هذه القذائف باتجاه مزارع شبعا المحتلة في محاولة لاتهام لبنان بافتعال هذا الحادث ولتبرير اعتداءات اسرائيل على المناطق المحررة».
واشار البيان الى ان المدفعية الاسرائيلية «ردت باطلاق اكثر من 50 قذيفة على المناطق المحررة مما ادى الى نفوق عدد من رؤوس الماعز».
وعرض الجيش اللبناني مدفع المورتر المضبوط امام الصحافيين في مقر المدرسة الحربية التابعة للجيش في بيروت.
وفيما نفى «حزب الله» بشدة مسؤوليته عن عملية القصف، مؤكداً ان «لا علم له بالعملية من قريب او بعيد»، علم ان القوة الامنية اوقفت ثلاثة مسلحين فلسطينيين كانوا يستقلون سيارة مدنية يشتبه في ضلوعهم في عملية التفجير.